responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 235


وفي الواجب تعالى لبراءته عن الكثرة والنقص ولكونه تاما وفوق التمام تكون عين الداعي وهو نفس علمه الذي هو عين ذاته بنظام الخير في نفس الأمر المقتضي له . لأنه لما علم ذاته الذي هو أجل الأشياء بأجل علم يكون مبتهجا بذاته أشد الابتهاج ومن ابتهج بشيء ابتهج بجميع ما يصدر عن ذلك الشيء من أجل أنه يصدر عن ذلك الشيء .
فالواجب تعالى يريد الأشياء لا لأجل ذواتها من حيث ذواتها بل لأجل أنها صدرت عن ذاته تعالى فالعناية بهذا المعنى في الإيجاد نفس ذاته تعالى .
وكل ما كان فاعليته لشيء على هذا السبيل يكون فاعلا وغاية معا لذلك الشيء .
ولو كانت اللذة فينا شاعرة بذاتها وكانت مصدرا لفعل عنها لكانت مريدة لذلك الشيء .
لذاتها لأجل كونه صادرا عن ذاتها فكانت فاعلا وغاية معا .
وما وجد كثيرا في كلامهم من أن العالي لا يريد السافل ولا يلتفت إليه في فعله وإلا يلزم أن يكون مستكملا به لكون وجوده له أولى من عدمه والعلة لا يستكمل بالمعلول .
لا ينافي ما ذكرناه إذ المراد من الإرادة والالتفات المنفيين عن العالي بالقياس إلى السافل هو ما يكون بالذات لا بالعرض .
فلو أحب الواجب مفعوله وأراده لأجل كونه أثرا من آثار ذاته ورشحا من رشحات فيضه لا يلزم أن يكون وجوده له بهجة وخيرا بل بهجته إنما هي بما هو محبوبه بالذات وهو ذاته المتعالية التي كل كمال وجمال رشح وفيض من جماله وكماله .
فلا يلزم من إحبابه تعالى وإرادته له استكماله بغيره لأن المحبوب والمراد بالحقيقة نفس ذاته . كما أنك إذا أحببت إنسانا فتحب آثاره لكان المحبوب لك في الحقيقة ذلك الإنسان على ما قيل :
أمر على الديار ديار سلمى * أقبل ذا الجدار وذا الجدارا وما حب الديار شغفن قلبي * ولكن حب من سكن الديارا قال الشيخ في تعليقاته : لو أن إنسانا عرف الكمال الذي هو حقيقة واجب الوجود ثم كان ينتظم الأمور التي بعده على مثاله حتى كانت الأمور على غاية النظام لكان غرضه بالحقيقة

235

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 235
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست