responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 222


لا في المعبر عنه .
فإذا كان معقولية ذاته مبدأ لمعقولية سائر الأشياء له وانكشافها لديه كما أن وجوده مبدأ لوجودها مرتبطة به منتسبة إليه على الترتيب السببي والمسببي وكان ترتيبها الوجودي الصدوري هو بعينه ترتيبها العقلي الشهودي كان ذاته تعالى علما بجميع الموجودات وذاته تعالى أولى بأن يسمى علما بالموجودات العينية من الصور الحاصلة عنها في الأذهان .
فإن معلوميتها بالصور تكون معلومية بالعرض كما سبق ومعلوميتها بسبب معلومية ذاته بذاته الذي هو مبدأ لوجودها على نعت الانكشاف والظهور لديه وصدورها على وصف المثول بين يديه تكون معلومية بالذات كما قررناه .
ولا شك أن ما يعلم به الشيء أولى بأن يسمى علما بذلك الشيء مما يعلم به ذلك الشيء بالعرض .
ففي علمه بالكل كثرة حاصلة بعد الذات والكل بكثرته ينكشف له بوحدته وبذاته يعلم جميع الموجودات لا بغيره .
فذاته علم بجميع الأشياء .
هذا غاية ما تيسر لنا في هذا المطلب بحسب النظر البحثى والسلوك الفكري . وحق الوصول إلى هذا المطلب الشريف العالي يحوج إلى سلوك طريقة الأبرار من أصحاب الارتقاء إلى ملكوت ربنا الأعلى ليتخلص النفس عن غشاوة الطبيعة على حدقة البصيرة وظلمة الهيولى الموجبة للعمى ويلوح لها شيء من أنوار علوم الملائكة والأنبياء .
وإذا حقق الأمر على ما ذكرنا فلا بأس بأن يسمى ذاته تعالى علما إجماليا بجميع الموجودات على ما يوجد في كلامهم من أنه تعالى يعلم الأشياء بعلم واحد إجمالي قياسا على العلم الإجمالي والعقل البسيط المذكور في كتاب النفس أي الذي يكون مبدأ للمعقولات النفسانية المفصلة المتكثرة بعد محافظة تقدسه تعالى عن شوب القوة ومراعاة الفرق بينهما من وجوه فصحة المقايسة إنما هي باعتبار كون العقل البسيط والعلم الإجمالي مبدأ المعقولات الكثيرة التفصيلية مع عدم اتحاده بها وكون علمه تعالى الذي هو عين ذاته خلاقا لفيضان تفصيل الحقائق العقلية مع اتحاده بها كما ظنه فرفوريوس وقومه . إلا أن العقل البسيط الذي عندنا موجود في عقولنا وهناك نفس وجوده ومعقولاتنا المفصلة متجددة زمانية واردة علينا شيئا بعد شيء بعدية

222

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 222
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست