responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 178


الأشياء المعدومة في الأعيان المحكوم عليها بتلك الأحكام موجودة في الأذهان لا سيما وقد صودف كونها سببا للتحريكات والتأثيرات الخارجية .
أ ولا ترى أن تخيلك لمشتهى لطيف كيف يحدث في بدنك شيئا وتخيلك للحموضة يوجب كذلك انفعالا وقشعريرة ولو لم يكن لصورة بيت تريد بناءه نحو من الثبوت لما كان سببا لتحريك أعضائك ولوجود بيت في الخارج .
وقد حكي عن بعض حذاق الأطباء معالجة بعض الملوك حيث أصابه فالج لا ينجع فيه العلاج الجسماني دفعه بمجرد تدبيرات نفسانية وأمور تصورية باعثة لاشتعال الحرارة الغريزية حتى دفعت المادة .
وبعض النفوس يبلغ في القوة والشرف إلى حيث يبرأ المرض ويمرض الأشرار ويقلب العنصر إلى عنصر آخر حتى يجعل غير النار نارا ويحرك أجساما يعجز عن تحريكها بنو النوع كقلع باب خيبر . كل ذلك باهتزاز علوي وتأييد ملكوتي وطرب روحاني .
ومما يحكم به الفطرة حدوث حالة لمن علم شيئا بعد ما لم يعلم مطابقة له وإلا لاستوت حالتاه قبله وبعده بحسب كونه عالما .
ومن الشواهد تحقق اللمس مع تكيف الآلة بالكيفية الملموسة الغير الموجودة في العين وإلا لأدركتها آلة لمسية أخرى من تلك الآلة بتلك المرتبة من الشدة التي أدركتها تلك الآلة وليس كذلك قبلها نحو آخر من الوجود وهو المراد .
فالمعلوم بالذات في العلم الانطباعي هو الأمر الذهني لا الموجود الخارجي إلا بالعرض .
كيف ولو كان الشيء معلوما لأنه موجود في ذاته لكان كل موجود في ذاته معلوما لكل أحد ولما كان المعدوم في الخارج معلوما بوجه ما .
وقد يطلق العلم على المعلوم بالذات الذي هو الصورة الحاضرة عند المدرك حضورا حقيقيا أو حكميا .
فالعلم والمعلوم على هذا الإطلاق متحدان ذاتا مختلفان اعتبارا إذ لم يكن وجوده في نفسه غير وجوده لمدركه الذي هو حيثية معلومية وإن كان العلم والمعلوم من حيث هو معلوم واحدا على أي تقدير .
وهذا ما راموه بقولهم : إن وجود المعقول بعينه معقوليته ووجوده لعاقله ووجود المحسوس بعينه محسوسيته ووجوده للجوهر الحاس .

178

نام کتاب : المبدأ والمعاد نویسنده : صدر الدين محمد الشيرازي    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست