responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 71

إسم الكتاب : الفلسفة ( عدد الصفحات : 470)


وراحة في مدّة يسيرة . وكلّ واحد منهما يحصل بدون الآخر ، ولكن الثاني - أي العلم الإرثي - يفيد بدون الأوّل ، والعلم الأوّل لا يفيد بدون العلم الثاني ، كعلوم الأنبياء والأولياء ، فإنّها تفيد بدون العلم الظاهر ، بخلاف العلم الظاهر فإنّه لا يفيد بدونه ، وإليهما أشار النبي « صلى الله عليه وآله » بقوله : « العلم علمان ، علم اللسان فذلك حجّة الله على ابن آدم ، وعلم في القلب ، وذلك هو العلم النافع » [1] .
وكذلك أمير المؤمنين « عليه السلام » في قوله : « العلم علمان مطبوع ومسموع ، ولا ينفع المسموع إذا لم يكن المطبوع » [2] .
والقسمان بأسرهما يمكن تحصيلهما والجمع بينهما ، كما كانا حاصلين لكثير من الأنبياء والأولياء والكمّل . ومع تقديرهما ، الأصلح والأنفع منهما لا يكون إلاّ العلم الثاني أي الذي هو في القلب ; لأنّ العلم الأوّل ليس له نفع ، ومع أنّه كذلك ، المضرّة منه متوقّعة ، بل هي واقعة حاصلة ، وأقلّها الحرمان من حصول المعارف الحقيقية والعلوم الإرثية التي هي سبب المنفعة دنياً وآخرة .
وبيان ذلك : هو أنّ النفع من العلوم - في هذا المكان - هو تحصيل معرفة الله على سبيل اليقين ، ومعرفة الأشياء على ما هي عليه ، التي هي أيضاً من معرفة الله تعالى ; لأنّ من عرف الأشياء على ما هي عليه ، عرف الله تعالى على ما هو عليه ، ومن عرف الله على ما هو عليه ، عرف الأشياء على ما هي عليه ; لاستحالة انفكاك كلّ واحد منهما عن الآخر ، وكلاهما مستحيل الحصول من العلوم الرسمية .
أمّا الأوّل - أي معرفة الله - فلأنّهم أقرّوا بعجزهم عن معرفة ذات الحقّ



[1] بحار الأنوار ، مصدر سابق : ج 2 ص 33 ، باب 1 ، ح 26 .
[2] المصدر نفسه : ج 1 ص 218 ، باب 1 ، ح 44 .

71

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 71
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست