responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 59


البحث والتفسير والنقد والتمحيص ، على عكس معطيات الشريعة ، فإنّها قابلة لكلّ تفسير وتأويل وتطبيق ، فكان هذا هو السبب في ابتعادهم عن ظواهر الشريعة بنحو أو بآخر ، فاتُّهموا من قبل خصومهم المتكلّمين بأنّهم لا يراعون حرمة للظواهر الدينية ، وإنّما الذي يهمّهم هو الحفاظ على مقولاتهم وقواعدهم الفلسفية مهما أمكن ، ولعل هذا هو السبب الذي دعا السبزواري إلى أن يقول عنهم ما نقلناه عنه سابقاً .
وكيفما كان لا نبالغ إن قلنا : إنّ هذا الاتّجاه الفلسفي في الفكر الإسلامي استطاع أن يُحكم قبضته الفكرية وأن تكون له السلطة المطلقة لقرون عديدة ، إلى أن ظهرت المباني الفلسفية التي وضع أُسسها الشيرازي في القرن الحادي عشر من الهجرة في مدرسته ( الحكمة المتعالية ) ، وعندها أخذ نجم هذا الاتّجاه بالأفول .
ومن أبرز أتباع هذه المدرسة في المشرق الإسلامي ، الفارابي والمحقّق الطوسي ( شارح الإشارات ) والمحقّق الداماد ( أستاذ صدر الدين الشيرازي ) وغيرهم ، وأمّا في المغرب الإسلامي فأبرز أتباعها هم : ابن رشد ، وابن باجة ، وابن صائغ وغيرهم .
فتلخّص مما مرّ : أنّ الاتّجاه العامّ السائد لدى أبناء هذه المدرسة في المقام الأوّل من البحث هو الطريقة العقلية للوصول إلى الكشف عن الحقائق ، وهذا ما يجعلها منسجمة تماماً مع المقام الثاني من البحث وهو المنهج المتّبع لإيصال هذه المعارف والحقائق إلى الآخرين .

59

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 59
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست