responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 269


والمفاهيم الفلسفية لا تقبل التعريف بالحدّ لأنّها بسائط ، فلا جنس ولا فصل لها ، ولا تقبل أيضاً التعريف بالرسم الماهويّ ، لأنّ العرضيّ العامّ والخاصّة من لوازم الجنس والفصل ، ولا جنس ولا فصل لها كما تبيّن ، ولكنّها قابلة للتعريف بما يوازي التعريف بالرسم في الماهيّات ، أي بالأمور العامّة أو الخاصّة الخارجة عن ذلك المفهوم والملازمة له ، وبساطة المفهوم ليست هي ملاك الاستغناء عن التعريف ، وذلك بقرينة المقولات الماهوية العالية ، فهي بسائط ومع ذلك يمكن تعريفها تعريفاً رسمياً ، كذلك المفاهيم الفلسفية لا تكفي بساطتها ملاكاً في الاستغناء عن التعريف ، بل يمكن تعريفها بالأمور الخارجة عنها والملازمة لها ، وهو تعريف يوازي التعريف بالرسم في المفاهيم الماهوية البسيطة ، فبساطة المفهوم إنما تنفي التعريف الحدّي ، وأما التعريف الرسمي أو ما يوازيه فهي لا تنفيه .
بناءً على ما بيّناه يتّضح أنّ ملاك البداهة والاستغناء عن التعريف لا يكفي فيه بساطة المفهوم ، بل لا بّد أن يضاف إليه قيدٌ آخر ، وهو أن لا يوجد مفهومٌ أجلى وأوضح من ذلك المفهوم الفلسفيّ البسيط ، وإلا لو كان هناك مفهوم أوضح منه خارجاً عنه ملازمٌ له ، فإنّه يكون قابلاً للتعريف به تعريفاً يوازي التعريف بالرسم ؛ ولذا عندما جاء صدر المتألّهين لنفي التعريف بالرسم عن مفهوم الموجود وإثبات بداهته استند إلى كونه أعرف المفاهيم وأنّه لا يوجد مفهوم أعرف منه ، ولم يجعل الملاك في البداهة بساطة المفهوم .
ومن ذلك يتّضح الجواب عمّا ذكره الشيخ المطهّري في شرحه للمنظومة ، حيث ذكر أنّ كل مفهوم بسيط غير مركّب فهو من المفاهيم البديهية [1] .
فتحصّل : أن المفهوم البديهي هو الذي يكون بسيطاً أوّلاً ، ولا يوجد ما هو أعرف منه ثانياً .



[1] مبسوط المنظومة ، الشيخ مرتضى المطهري ، انتشارات حمت ، قم : ج 1 ص 17 .

269

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست