responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 209


اللَّهِ تَحْوِيلًا ) * [1] .
أي أنّ جميع موجودات العالم الخارجي تسير وفق سنن إلهيّة خاصّة لا يمكن أن تختلف أو تتخلّف ، وما من مخلوق من المخلوقات إلاّ وهو محكوم بهذا القانون الإلهي العام ، قال تعالى :
* ( مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آَخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) * [2] .
إذن فللعالم قانونه ونظامه الخاصّ ، وهو نظام السنن الإلهيّة والأسباب والمسبّبات ، والفلسفة بحسب هذا التعريف الثاني عبارة عن النظم العلمي والعقلي المطابق لذلك النظام الخارجي القائم على أساس العلّية والمعلوليّة ، والفيلسوف هو الذي يقف على حقيقة النظام الخارجي للعالم ، ولكن من خلال فهمه وإدراكه الذهني لذلك النظام ، فيعرف حقائق الأشياء على ما هي عليه من العلاقات والروابط والسنن التي تحكمها في الواقع الخارجي .
والفرق بين هذا التعريف والتعريف السابق من جهتين :
الجهة الأولى : إنّ التركيز في التعريف السابق كان متوجِّهاً إلى العلم والمعرفة بحقائق الموجودات على ما هي عليه ، وأمّا التعريف الثاني فالنظر فيه متوجّه إلى ذات النظام العقلي المضاهي لنظام العالم الخارجي .
الجهة الثانية : إنّ نظام الروابط والسنن الذي يحكم العالم الخارجي لم يكن مصرّحاً به في التعريف الأوّل ، ولكنّه جاء صريحاً في التعريف الثاني .
ولكن أشكل على كلا التعريفين : بأنّ الوقوف على حقائق الأشياء على ما هي عليه في الخارج عن طريق معرفة الحدود التامّة لذواتها ، إمّا متعسّر أو متعذّر ، فنحن لا نرتبط بالأشياء ولا نعرفها إلاّ من خلال رسومها وحدودها



[1] فاطر : 43 .
[2] هود : 56 .

209

نام کتاب : الفلسفة نویسنده : السيد كمال الحيدري    جلد : 1  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست