نام کتاب : الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص نویسنده : أبي المعالي القونوي جلد : 1 صفحه : 300
الله كأنك تراه ، وانه عبارة عن استحضار الحق على نحو ما [1] وصف نفسه به في كتبه وعلى السنة رسله عليهم السلام دون مزج ذلك بشيء من التأويلات السخيفة بمجرد الاستبعاد وقصور ادراك العقل النظري عن [2] فهم مراد الله من اخباراته وجنوحا [3] الى الاقيسة وتوهم التشبيه والاشتراك في الصفات . 3 / 23 والمرتبة الثالثة الاحسانية يختص على المشاهدة [4] دون كأن ، كما قيل لبعض الأكابر : هل رأيت ربك ؟ فقال : لم اعبد [5] ربا لم اره ، واليه الإشارة بقوله صلى الله عليه وسلم : وجعلت قرة عينى في الصلاة ، وبقوله صلى الله عليه وسلم : الصلاة نور ولهذا كان إذا دخل الصلاة كان ينظر من ورائه [6] مثل ما ينظر من بين يديه ، ولم يرد ان هذا الحال كان مستصحبا [7] في غير الصلاة ، والى هذا المعنى الإشارة في الاية التي هي في سورة لقمان وهي : * ( ومن يُسْلِمْ وَجْهَه إِلَى الله وهُوَ مُحْسِنٌ ) * ( اى ومن [8] ينقاد برمة ذاته الى الله وهو مشاهد ) * ( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وإِلَى الله عاقِبَةُ الأُمُورِ ) * [ لقمان / 22 ] . 4 / 23 وهكذا فليعلم ان لكل صفة من هذه الصفات ثلاث مراتب : اولى ووسطى وعليا ، وتدبر قوله تعالى : * ( لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا ما اتَّقَوْا وآمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وأَحْسَنُوا والله يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) * [ المائدة / 93 ] وتنبه بختم الاية بذكر الإحسان واقران محبة الحق بالمحسنين ، وتذكر ما سلف ذكره في مراتب الإحسان ولا تقتصر في فهم كلام الحق على ما ورد في اسباب نزول هذه الاية من انها وردت جوابا للصحابة لما قال بعضهم : كيف حال من مات قبل تحريم الخمر وكانوا يشربونها ؟ فان هذه الاية وان تضمنت جوابهم فان ذلك لا يلزم
[1] . على ما : س ، م . [2] . في : س ، م . [3] . اى : تمايلا . [4] . بالعبادة على : ج بالعبادة على المشاهدة : س بالعبارة : م ، د . [5] . لست اعبد : ج . [6] . الصلاة ينظر من وراء له : ج . [7] الحال مستصحبا : س ، م . [8] . اى من : ج .
300
نام کتاب : الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص نویسنده : أبي المعالي القونوي جلد : 1 صفحه : 300