responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 532


الأرحام القريبة إلا ليسعدوا بذلك وما من شخص إلا وله رحم يصلها ولو بالسلام كما قال صلوا أرحامكم ولو بالسلام فإذا وصلنا رحمنا لم نصل على الحقيقة إلا هو وإن حملناه في عين رحمنا فهو يعرف نفسه كما إن الصدقة تقع بيد الرحمن قبل إن تقع بيد السائل وقال لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم وفي نفس الأمر قد قلنا إنا وقاية له من كل سوء فلا بد لكل أحد أن يكون له صديق من الناس على أي دين كان ولا بد له من مراعاة صديقه وهو في النسب رحمه بلا شك لأنه أخوه لأمه وأبيه فكل بر طهر من أحد إلى أحد فهو صلة رحم لذا يقبلها الله من كل أحد فضلا من الله ونعمة غير أنهم بينهم مفاضلة في القرب قال علي بن أبي طالب القيرواني في ذلك الناس في جهة التمثيل أكفاء أبوهم آدم والأم حواء فإن يكن لهم من أصلهم نسب يفاخرون به فالطين والماء ما الفضل إلا لأهل العلم أنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء والقرابة قرابتان قرابة الدين وقرابة الطين فمن جمع بين القرابتين فهو أولى بالصلة وإن انفرد أحدهما بالدين والآخر بالطين فتقدم قرابة الدين على قرابة الطين كما فعل الحق تعالى في الميراث فورث قرابة الدم ولم يورث قرابة الطين إذا اختلفا في الدين فكان الواحد مؤمنا بالله وحده والأخ الآخر كافر بأحدية الله ومات أحد الأخوين لم يجعل له نصيبا في ميراثه فقال لا يتوارث أهل ملتين وقد ذهب عقيل دون علي بن أبي طالب بمال أبيه لما مات أبو طالب عم رسول الله ص وكل من قطع رحمه في حق شخص وهو قد وصلها في حق شخص آخر فالذي يرعى الله من ذلك جانب الوصلة لا جانب القطع فإنه القائل على لسان رسوله ص أتبع السيئة مثل قطع تلك الرحم الحسنة مثل وصلة الرحم تمحها فوصل رحمه في زيد يمحو قطع رحمه في عمرو وهذا أخوه وهذا أخوه لأن الله يصل الرحم ولا يقطعها فالحق يعضده في صلة من وصلها ويقطع من قطعها لأنه عين ذلك الذي قطعها ففي الوصل كلمة عناية إلهية بالواصل وفي القطع كلمة تحقيق أي أن الأمر كذلك فما في العالم إلا من هو وصول رحمه الأقوى الأقرب فإن أفضل الصلات في الأرحام صلة الأقرب فالأقرب وقد جاء في الصدقة أن أفضلها اللقمة يجعلها الإنسان في فمه لأنه لا أحد أقرب إليه من نفسه والله أقرب إلى العبد من نفسه منه فإنه القائل نحن أقرب إليه من حبل الوريد فإذا وصله العبد فقد وصل الأقرب بلا شك فقد أتى ما هو الأولى بالوصل في الأقربين فإن النص فيه ولهذا عم كل الأشياء اتساع رحمته فمن حجر رحمة الله فما حجرها إلا على نفسه ولولا أن الأمر على خلاف ذلك لم ينل رحمة الله من حجرها وقصرها ولكن والله ما يستوي حكم رحمة الله فيمن حجرها بمن لم يحجرها وأطلقها من عين المنة كما أطلقها الله في كتابه في قوله ورحمتي وسعت كل شئ فما من شئ إلا وهو طامع في رحمة الله فمنهم من تناله بحكم الوجوب ومنهم من تناله بحكم المنة كنت قاعدا يوما بإشبيلية بين يدي شيخنا في الطريق أبي العباس العريني من أهل العلياء بمغرب الأندلس فدخل عليه رجل فوقع ذكر المعروف والصدقة فقال الرجل الله يقول الأقربون أولى بالمعروف فقال الشيخ على الفور إلى الله فما أبردها على الكبد وكذلك هو الأمر في نفسه ولا أقرب من الله فهو القريب سبحانه الذي لا يبعد إلا بعد تنزيه وتنقطع الأرحام بالموت ولا ينقطع الرحم المنسوبة إلى الحق فإنه معنا حيثما كنا ونحن ما بيننا نتصل في وقت وننقطع في وقت بموت أو بفقد وارتحال وكم من حال قد أغنى عن سؤال ومن جهل نفسه فهو بغيره أجهل ومن علم غيره فهو بنفسه أعلم من عرف نفسه عرف ربه ليس الذي يخبر عن غيره * مثل الذي يخبر عن نفسه لأنه يخبر عن فوقه * في غيبه كان وفي حسه وكل من أخبر عن نفسه * فإنما أخبر عن جنسه والحق إن قيدته إنه * لا يحجب المحبوس في حبسه

532

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 532
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست