نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 492
عن كثير من المبصرات لغيرنا فلم يحصل المرئي ضرورة مع وجود الرؤية وارتفاع الموانع التي تقدح في هذه النشأة الطبيعية فيرى الإنسان الواحد ما لا يراه الآخر مع حضور المرئي لهما واجتماعهما في سلامة حاسة البصر فهذا حجاب إلهي ليس للطبيعية ولا للكون فيه أثر وهذا كثير فكم من مشرك في الظاهر موحد في الباطن وبالعكس وفيه علم الآجال ما يعلم منها وما لا يعلم وفيه علم كينونية الله في أينيات مختلفات بذاته ومثل ذلك مثل البياض في كل أبيض إن فهمت فإن الله تعالى ما ذكر عن نفسه حكما فيه لا يكون له مثل في الموجودات لأنه لو ذكر مثل هذا لم تحصل فائدة التعريف غير أنه يدق على بعض الأفهام فمن ظهر له الموجود الذي له عين ذلك الحكم علمنا أنه المخاطب من الله بذلك الحكم لا غيره كما قال تعالى لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولكن أكثر الناس لا يعلمون فبعض الناس قد علم ما أراد بالكبر هنا وبعضهم لا يعرف ذلك فالذي عرف ذلك هو المخاطب بهذه الآية وهكذا في كل خطاب حتى في ليس كمثله شئ خاطب به من يعلم نفي المثلية في الأشياء وفيه علم عموم تعلق العلم الإلهي بالمعلومات ومن علم منا حصر المعلومات في واجب ومحال وممكن في نفس الأمر قد عم من وجه كلي وبقي الفصل بين العلماء في نفس الأمر المحكوم عليها بأحد هذه الأحكام وفيه علم ما يأتي من الممكنات وهي كلها آيات فيعرض عن النظر في كونها آية من يعرض ما السبب في إعراض واحد وعدم إعراض آخر في ذلك وفيه علم من يشكك نفسه فيما قد تبين له ما السبب الذي يدعوه إلى ذلك التشكيك وفيه علم من أي حقيقة إلهية خلق الله الالتباس في العالم هل كان ذلك لكونه يتجلى لعباده في صور مختلفة تعرف وتنكر مع أنه تعالى في نفسه على حقيقة لا تتبدل ولا يكون التجلي إلا هكذا فما في العالم إلا التباس وذلك لكون الشارع قد أخبر أن المؤمن يظهر بصورة الكافر وهو سعيد والكافر يظهر بصورة المؤمن وهو شقي فلا يقطع على أحد بسعادة ولا بشقاء لالتباس الأمر علينا فهذا عندنا ليس بالتباس وإنما الالتباس أن نقطع بالشقاء على السعيد وبالسعادة على الشقي حينئذ يكون الأمر قد التبس علينا وأما إذا لم نقطع فما التبس علينا شئ وفيه علم إن الحكم للرحمة يوم القيامة وأن العدل من الرحمة ويوم القيامة يوم العدل في القضاء وإنما تأتي الرحمة في القيامة ليشهد الأمر حتى إذا انتهى حكم العدل وانقضت مدته في المحكوم عليه تولت الرحمة الحكم فيه إلى غير نهاية وفيه علم ما هو لله وما هو للخلق وأعني بما هو لله أنه مخلص وفيه علم الوصف الخالص بالله الذي لا يشركه فيه من ليس بآلة وفيه علم لم تعددت الأسماء الإلهية باختلاف معانيها فهل هي أسماء لما تحتها من المعاني أو هي أسماء لمن نسبت إليه تلك المعاني وهل تلك المعاني أمور وجودية أو نسب لا وجود لها وفيه علم الإنصاف والعدل في القضايا والحكومات وفيه علم ما يغني من الاستحقاق بعد انقضاء مدة حكمه وما معنى الفلاح فيه نفيه عن المستحق بالعقوبة وفيه علم جحد المشرك الشريك هل له في ذلك وجه إلى الصدق أو هو كاذب من كل وجه وذلك أن القائل في الحقيقة ليس غير الله فلا بد أن يكون له وجه إلى الصدق من هناك ينسب أنه قول الله وإن ظهر على لسان المخلوق فإن الله قاله على لسان عبده وقد ورد عن الرسول ص في الصحيح أن الله يقول على لسان عبده ونطق القرآن بذلك فعين كلام الترجمان هو كلام المترجم عنه وفيه علم ما تعطيه الأحوال فيمن قامت به من الأحكام وفيه علم ما ينتجه القطع بوقوع أحد الممكنين من غير دليل وفيه علم ما يسخطه العارف الذي له الكشف من فعل الحق مما لا يسخطه والسخط من عمل الباطن حتى لو لم يقم به سخط في باطنه وأظهر السخط كان حاله إلى النفاق أقرب من حاله إلى الايمان وفيه علم الحث على النفاق هل يناقض التسليم وإذا اجتمع صاحب تسليم وصاحب مداراة أي الرجلين اعلم وفيه علم السبب المانع للسامع إذا نودي ولم يجب هل يقال إنه سمع أو يقال فيه إنه لم يسمع وفيه علم الظلمة وهو العمي والضلال وهو الحيرة وفيه علم عموم الحشر لكل ما ضمنته الدار الدنيا من معدن ونبات وحيوان وإنس وجان وسماء وأرض وفيه علم السبب الذي يدعو إلى توحيد الحق سبحانه ولا يتمكن معه إشراك وهل له حكم البقاء فيبقى حكم التوحيد أو لا بقاء له أو يبقى في حق قوم دون قوم وفيه علم عموم الايمان ولهذا يكون المال إلى الرحمة التي لا يرحم الله إلا المؤمنين فإنه من الرحمة حكم عموم الايمان وفيه علم البوادة والهجوم وله باب في الأحوال
492
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 492