responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 488


اعلم أيدنا الله وإياك أن البهائم أمم من جملة الأمم لهم تسبيحات تخص كل جنس وصلاة مثل ما لغيرها من المخلوقات فتسبيحهم ما يعلمونه من تنزيه خالقهم فلهم نصيب في ليس كمثله شئ وأما صلاتهم فلهم مع الحق مناجاة خاصة قال تعالى والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه وقال وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذي من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك وهي ما شرع الله لها من السبل أن تسلكها ذللا فكل شئ من المخلوقات له كلام يخصه يعلمه الله ويسمعه من فتح الله سمعه لإدراكه وجميع ما يظهر من الحيوان من الحركات والصنائع التي لا تظهر إلا من ذي عقل وفكر وروية وما يرى في ذلك من الأوزان تدل على إن لهم علماء في أنفسهم بذلك كله ثم يرون منهم أمورا تدل على أنهم ما لهم ما للإنسان من التدبير العام فتعارضت عند الناظرين في أمرهم الأمور فانبهم أمرهم عليهم وربما سموا لذلك بهائم من إبهام الأمر إلا عندنا فإنه أوضح من كل واضح وما أتى علي من أتى عليه إلا من عدم الكشف لذلك فلا يعرفون من المخلوقات إلا قدر ما يشاهدونه منهم وكذلك من ألحقهم بدرجة المعارف والعلم بالله وبما أهلهم الله له ما ألحقهم بذلك إلا من كون الله كشف له عن أمرهم وأحوالهم أو مؤمن صادق الايمان قد بلغه عن الله في كتاب أو سنة أمرهم وساعدنا على هذا القول شيخنا وإمامنا المتقدم حجة الله على المحققين الذي يقول فيه أبو طالب المكي صاحب قوت القلوب إذا حكى عنه قولا قال عالمنا سهل بن عبد الله التستري الذي رأى قلبه يسجد وهو صغير فلم يرفع واستظهر القرآن وهو ابن ست سنين ولما دخلت الخلوة على ذكره فتح لي به من ليلتي تلك الفتح الخاص بذلك الذكر فانكشف لي بنوره ما كان عندي غيبا ثم أفل ذلك النور المكاشف به فقلت هذا مشهد خليلي فعلمت أني وارث من تلك الساعة لملة أمر الله رسوله وأمرنا باتباعها وذلك قوله ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وتحققت أبوته وبنوتي وقد كان شيخنا صالح البربري بإشبيلية قد قال لي يا ولدي إياك أن تذوق الخل بعد العسل فعلمت مراده وكان من أكبر من رأيته من المنقطعين إلى الله تعالى بل المقتطعين ما رأيت على قدمه مثله فجئت الشيخ بكرة وقلت له ما كان في منظوم نظمته إلهي لا عن روية ولا تعمل كما قال أبو العباس بن العريف الصنهاجي وجاء حديث لا يمل سماعه * شهى إلينا نثره ونظامه وكان النظم الذي عملته في حالي كان مثل الخل من بعد العسل * فمضى المصباح عني وأفل وبدت ظلمة ليل حالك * أورثت في القلب أسباب العلل قلت ربي قال لبيك فما * تبتغيه قلت نورا بعمل علم الحق الذي قد قلته * قال باب مغلق قلت أجل قلت هب لي نورك الخالص لي * فبدا النور بلا ضرب مثل في سمائي ثم أرضي ثم ما * بين هذين إلى غير أجل والذي يفهم قولي قد دري * إنني الأمر الذي منه نزل فسر الشيخ بهذا النفس وقال هذا من تجلى الغلس قلت له صدقت كذلك كان قال الحمد لله المنعم على كل حال لو علم الناس النعمة السارية في الأحوال ما فرقوا بين السراء والضراء واتحد الحمد قلت له بل توحد فقال صدقت يا ولدي وأخطأ الشيخ فقبلت يده وقبل رأسي إذا الصادق الداعي أتاك مبينا * فالق إليه السمع إن كنت مؤمنا وقلت رسول الله أنت وسيلتي * إلى مسعدي سرا أقول ومعلنا ولست بإيماني به مترددا * فإني علمت الأمر علما مبينا بكشف أتاني من إلهي بمشهد * يكون لنا يوم القيامة موطنا

488

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 488
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست