responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 434


لأحكامهم في كل عين مدة معلومة محصورة تتنوع تلك المدد بحسب المنزل الدنياوي والأخراوي والبرزخي والحكم البرزخي أسرعه مدة وأكثره حكما كذا وسنيه على قدر أيامه والأيام متفاضلة فيوم نصف دورة ويوم دورة كاملة ويوم من ثمان وعشرين دورة وأكثر من ذلك إلى يوم المعارج وأقل من ذلك إلى يوم الشؤون وما بين هذين اليومين درجات للأيام متفاضلة وجعل لكل نائب من هؤلاء الأملاك الاثني عشر في كل برج ملكه إياه ثلاثين خزانة تحتوي كل خزانة منها على علوم شتى يهبون منها لمن نزل بهم عن قدر ما تعطيه رتبة هذا النازل وهي الخزائن التي قال الله فيها وإن من شئ إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم وهذا النازل بهم ما يصرف ما حصل له من هذه الخزائن من العلوم في نفسه فإن حظه منها حظ حصولها ويصرف ما حصل له في عالم الأركان والمولدات والإنسان فمن النازلين من يقيم عندهم يوما في كل خزانة وينصرف وهو أقل النازلين إقامة وأما أكثر النازلين إقامة فهو الذي يقيم عند كل خزانة ليحصل منها على قدر رتبته عند الله وما يعطيه استعداده مائة سنة وباقي النازلين ما بين مائة سنة واليوم وأعني باليوم قدر حركة هذا الفلك الأطلس وأعني بالمائة سنة كل سنة ثلاث مائة وستين يوما من أيام هذه الحركة فاعلم ذلك وهذه الخزائن تسمى عند أهل التعاليم درجات الفلك والنازلون بها هم الجواري والمنازل وعيوقاتها من الثوابت والعلوم الحاصلة من هذه الخزائن الإلهية هي ما يظهر في عالم الأركان من التأثيرات بل ما يظهر من مقعر فلك الكواكب الثابتة إلى الأرض وسميت ثابتة لبطئها عن سرعة الجواري السبعة وجعل لهؤلاء الاثني عشر نظرا في الجنات وأهلها وما فيها مخلصا من غير حجاب فما يظهر في الجنان من حكم فهو عن تولي هؤلاء الاثني عشر بنفوسهم تشريفا لأهل الجنة وأما أهل الدنيا وأهل النار فما يباشرون ما لهم فيها من الحكم إلا بالنواب وهم النازلون عليهم الذين ذكرناهم فكل ما يظهر في الجنات من تكوين وأكل وشرب ونكاح وحركة وسكون وعلوم واستحالة ومأكول وشهوة فعلى أيدي هؤلاء النواب الاثني عشر من تلك الخزائن بإذن الله عز وجل الذي استخلفهم ولهذا كان بين ما يحصل عنهم بمباشرتهم وبين ما يحصل عنهم بغير مباشرتهم بل بوساطة النازلين بهم الذين هم لهم في الدنيا والنار كالحجاب والنواب بون عظيم وفرقان كبير يحصل علم ذلك الفرقان في الدنيا لمن اتقى الله وهو قوله في هذا وأمثاله إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا وهو علم هذا وأمثاله ويكفر عنكم سيئاتكم أي يستر عنكم ما يسؤكم فلا ينالكم ألم من مشاهدته فإن رؤية السوء إذا رآه من يمكن أن يكون محلا له وإن لم يحل به فإنه تسوءه رؤيته وذلك لحكم الوهم الذي عنده والإمكان العقلي ويغفر لكم أي ويستر من أجلكم ممن لكم به عناية في دعاء عام أو خاص معين فالدعاء الخاص ما تعين به شخصا بعينه أو نوعا بعينه والعام ما ترسله مطلقا على عباد الله ممن يمكن أن يحل بهم سوء والله ذو الفضل العظيم بما أوجبه على نفسه من الرحمة وبما أمتن به منها على من استحق العذاب كالعصاة في الأصول والفروع وهؤلاء النواب الاثنا عشرهم الذين تولوا بناء الجنات كلها الأجنة عدن فإن الله خلقها بيده وجعلها له كالقلعة للملك وجعل فيها الكثيب إلا بيض من المسك وهو الظاهر من الصورة التي يتجلى فيها الرب لعباده عند الرؤية كالمسك بفتح الميم من الحيوان وهو الجلد وهو الغشاء الظاهر للأبصار من الحيوان وجعل بأيديهم غراس الجنات إلا شجرة طوبى فإن الحق تعالى غرسها بيده في جنة عدن وأطالها حتى علت فروعها سور جنة عدن وتدلت مطلة على سائر الجنات كلها وليس في أكمامها ثمر إلا الحلي والحلل لباس أهل الجنة وزينتهم زائدا في الحسن والبهاء على ما تحمل أكمام شجر الجنات من ذلك لأن لشجرة طوبى اختصاص فضل بكون الله خلقها بيده فإن لباس أهل الجنة ما هو نسج ينسج وإنما تشقق عن لباسهم ثمر الجنة كما تشقق الأكمام هنا عن الورد وعن شقائق النعمان وما شاكلهما من الأزهار كلها كما ورد في الخبر الصحيح كشفا والحسن نقلا أن رسول الله ص كان يخطب بالناس فدخل رجل فقال يا رسول الله أو قام رجل من الحاضرين الشك مني فقال يا رسول الله ثياب أهل الجنة أخلق تخلق أم نسج تنسج فضحك الحاضرون من كلامه فكره ذلك رسول الله ص منهم وقال أتضحكون أن سأل جاهل عالما يا هذا وأشار إلى السائل بل تشقق عنها ثمر الجنة فحصل لهم علم لم يكونوا عرفوه وأدار بجنة عدن سائر الجنات وبين كل

434

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 434
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست