responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 353


في المسرفين لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم فجاء بالمغفرة والرحمة في حق التائب وصاحب العمل الصالح كما جاء بهما في المسرفين الذين لم يتوبوا ونهاهم عن القنوط وأكد بقوله جميعا وأكثر من هذا الإفصاح الإلهي في مال عباده إلى الرحمة ما يكون مع عمارة الدارين الجنة وجهنم وإن لكل واحدة منهما ملأها لا يخرجون منها فعطاء الله لا مانع له وإنما الاسم المانع إنما متعلقة أن نعيم زيد ممنوع عن عمرو كما إن نعيم عمرو ممنوع عن زيد فهذا حكم المانع لا أنه يمنع شمول الرحمة ورأيت فيها علم الفرق بين مفاضلة المفضولين في الدنيا وبينهم في الآخرة ورأيت فيها علم من ترك ما هو عليه لما ذا ترك وسببه ورأيت فيها علم إن الله هو المعبود في كل معبود من خلف حجاب الصورة ورأيت فيها علم الرفق بالعالم ومعاملة كل صنف بما يليق به من الرفق ورأيت فيها علم ما يجني الإنسان إلا ثمرة غرسه لا غير ورأيت فيها علم الحدود في التصرفات ومقاديرها وأوزانها ورأيت فيها علم التخلق بالأخلاق الإلهية من كونه ربا خاصة ورأيت فيها علم حكم مرتبة الجزء من الكل وإن كان الجزء على صورة الكل ورأيت فيها علم نتاج المقدمتين الفاسدتين علما صحيحا مثل كل إنسان حجر وكل حجر حيوان فكل إنسان حيوان فلم يلزم من فساد المقدمتين أن لا تكون النتيجة صحيحة وهذا لا يعرف ميزانه ورأيت فيها علم تأثير المثل في مثله بما ذا أثر فيه وليس أحدهما بأولى من الآخر ولا أحق بنسبة التأثير إليه والمثلان ضدان فافهم ورأيت فيها علم العبث وكيف يصح مع قوله تعالى وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما باطلا والعبث فيما بينهما فبأي نظر يكون عبثا وبأي نظر لا يكون باطلا وقول الله تعالى أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا فقيد وما قيد الباطل ورأيت علم فضل الذكور على الإناث وهي مفاضلة عرضية لا ذاتية ورأيت فيها علم أحكام المحال والحال والمكان والمتمكن فيه ورأيت فيها علم الحجب المانعة من التأثير الإلهي في المحجوب بها ورأيت فيها علم سلطنة الأحدية وأنه لا يبقى لسلطانها أحد وهل يصح فيها تجل أم لا فالذي قال بالتجلي فيها ما يريد هل أحدية الواحد أو أحدية المجموع وكذلك من لا يقول بالتجلي فيها هل يريد أحدية الواحد أو أحدية المجموع ورأيت فيها علم آداب السماع وترك الكلام عنده ورأيت علم إلحاق الأدنى بالأعلى في حكم ضرب المثل له ومن هو هذا الأعلى وبما ذا كان أعلى ورأيت فيها علم المجبور على الثناء على من كان يذمه قبل الجبر ورأيت فيها علم السبب المانع الذي يمنع العاقل من سلوك الأشد والأخذ بالأولى والأحق ورأيت فيها علم العروج والنزول من الشخص الواحد لاختلاف الأحوال ومن نزل لما ذا نزل ومن أنزله ومن صعد لما ذا صعد ومن أصعده ورأيت فيها علم أحوال الناس في البرزخ فإنه تقابلت فيه الأخبار فهل يعم التقابل أو يخص وهل العموم والخصوص في الزمان أو في الأشخاص ورأيت فيها علم ما فائدة الآيات التي لا تأتي للاعجاز فلأي شئ أتت ورأيت فيها علم ما السبب الذي أجرأ الضعيف من جميع الوجوه على القوي من جميع الوجوه مع علمه بأنه قادر على إهلاكه ورأيت فيها علم طاعة إبليس ربه في كل شئ إلا في السجود لآدم وما ذكر آدم بأنه عصى نهي الله وقيل في إبليس أبى ولم يقل فيه عصى أمر الله هل ذلك شرف يرجع لآدم لكونه على الصورة وما لإبليس هذا المقام وذكر الله في آدم أنه عصى ربه فذكر من عصى ولم يذكر في حق إبليس إلا أبى ولم يذكر أنه أبى امتثال أمر ربه وفي آية أخرى قيل لم يكن من الساجدين وفي آية أخرى قيل استكبر وفي آية أخرى قال أأسجد لمن خلقت طينا وفي آية أخرى قيل أبى أن يكون مع الساجدين فانظر ما أفادك الحق في هذه الآيات وما في طيها من الأسرار ورأيت فيها علم الاغترار ورأيت فيها علم من فضل آدم من المخلوقين وأن فضله لم يعم وهكذا أخبرني رسول الله ص في واقعة رأيتها وهكذا أخبر الخليل إبراهيم ع شيخنا أبا مدين بأن فضل آدم لم يعم ورأيت فيها علم الإمامة والإمام ورأيت فيها علم إن الدنيا عنوان الآخرة وضرب مثال لها وأن حكم ما فيها هو أتم وأكمل في الآخرة ورأيت فيها علم السبب الذي لأجله يميل قلب صاحب العلم بالشئ عما يعطيه علمه وما حكمه ورأيت فيها علم سنة الله في عباده لا تتبدل ورأيت فيها علم توقيت محادثة الحق التي لا بد لصاحب العناية منها والجمع بين الشهود والمحادثة وما يكون من المحادثة مسامرة وإن الحق لا يمتنع من المسامرة ويمتنع من المحادثة في أوقات ما وهي خطاب إلهي من العبد لله ومن الله للعبد وما ينتج هذا العلم لمن علمه يوم القيامة ورأيت فيها علم أحوال الصادقين في

353

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 353
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست