responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 345


فيه وعليه ولولا ذكره الطريقة التي بها نال معرفة هذه الأشياء ما أنكره عليه أحد فالناس كلهم لا أحاشي منهم من أحد يضربون الأمثال لله وقد تواطئوا على ذلك ولا واحد منهم ينكر على الآخر والله يقول فلا تضربوا لله الأمثال وهم في عماية عن هذه الآية فأما أولياء الله فلا يضربون لله الأمثال فإن الله هو الذي يضرب الأمثال للناس لعلمه بمواقعها لأن الله يعلم ونحن لا نعلم فيشهد الولي ما ضربه الله من الأمثال فيرى في ذلك الشهود عين الجامع الذي بين المثل وبين ما ضرب له ذلك المثل فهو عينه من حيث ذلك الجامع وما هو عينه من حيث ما هو مثل فالولي لا يضرب لله الأمثال بل هو يعرف ما ضرب الله له الأمثال كقوله تعالى الله نور السماوات والأرض مثل نوره أي صفة نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء بما ضربه لعباده من هذا النور بالمصباح لنوره الممثل به من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شئ عليم فهذا مصباح مخصوص ما هو كل مصباح فلا ينبغي أن يقال نور الله كالمصباح من كونه يكشف المصباح كل ما انبسط عليه نوره لصاحب بصر مثل هذا لا يقال فإن الله ما ذكر ما ذكره من شروط هذا المصباح ونعوته وصفاته الممثل به سدى فمثل هذا المصباح هو الذي يضرب به المثل فإن الله يعلم كيف يضرب الأمثال وقد قال إنه ما يضرب الأمثال إلا للناس ونهانا أن نضرب لله الأمثال فإن الله يعلم ونحن لا نعلم فإن ضربنا الأمثال فلننظر فإن كان الله قد ضرب في ذلك مثلا للناس فلنقف عنده وهو الأدب الإلهي وإن لم نجد لله في ذلك مثلا مضروبا فلنضرب عند ذلك مثلا للناس الذين لا يعلمون ذلك إلا بالمثل المضروب وإن أنصفنا فلا نضربه لله فإن الله يعلمه وتتحرى الصواب في ضرب ذلك المثل إن كنت صاحب فكر واعتبار وإن كنت صاحب كشف وشهود فلا تتحرى فإنك على بينة من ربك فلا تقصد ما أنت فيه بل تبديه كما شهدته مثل ما يحكى ما ضرب الله لنفسه من المثل فهذه حالة أولياء الله في ضرب الأمثال كما قال في اختلاف الناس في عدد أصحاب الكهف رجما بالغيب لأنهم ما شاهدوهم ولذا جاء بفعل الاستقبال فقال سيقولون ثلاثة الآية ثم قال قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم يعني كم عددهم إلا قليل إما من شاهدهم ممن لا يغلب عليه الوهم وإما من أعلمه الله بعدتهم وقال تعالى ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم من باب الإشارة في الجمع بين الآيتين ولكن كما قال من أنه رابع ثلاثة لا ثالث ثلاثة لأنه لا يقال رابع أربعة إلا في الجنس الواحد والأمثال فإذا انتفت المثلية لم يقل فيه إنه خامس خمسة إذا كان معهم وإنما يقال فيه خامس أربعة أو سادس خمسة ألا ترى الكلب لما لم يكن من النوع الإنساني قالوا سبعة وثامنهم كلبهم ولم يقولوا ثمانية ثامنهم كلبهم فافهم تصب إن شاء الله فلا تضرب لرب الكون * من أكوانه مثلا * فلا أحد يماثله * فجل بذاته وعلا فلم أضرب له مثلا * وكل الناس قد فعلا * فلا تضرب له مثلا * وكن في حزب من عقلا فلما أراد الله أن يسرى بي ليريني من آياته في أسمائه من أسمائي وهو حظ ميراثنا من الإسراء أزالني عن مكاني وعرج بي على براق إمكاني فزج بي في أركاني فلم أر أرضى تصحبني فقيل لي أخذه الوالد الأصلي الذي خلقه الله من تراب فلما فارقت ركن الماء فقدت بعضي فقيل لي إنك مخلوق من ماء مهين فأهانته ذلته فلصق بالتراب فلهذا فارقته فنقص مني جزآن فلما جئت ركن الهواء تغيرت على الأهواء وقال لي الهواء ما كان فيك مني فلا يزول عني فإنه لا ينبغي له أن يعدو قدره ولا يمد رجله في غير بساطه فإن لي عليك مطالبة بما غيره مني تعفينك فإنه لولاه ما كنت مسنونا فإني طيب بالذات خبيث بصحبة من جاورني فلما خبثتني صحبته ومجاورته قيل فيه حمأ مسنون فعاد خبثه عليه فإنه هو المنعوت وهو الذي غيرني في مشام أهل الشم من أهل الروائح فقلت له ولما ذا أتركه عندك قال حتى يزول عنه هذا الخبث الذي اكتسبه من عفونتك ومجاورة طينك ومائك فتركته عنده فلما وصلت إلى ركن النار قيل قد جاء الفخار فقيل وقد بعث إليه قال نعم قيل ومن معه قال جبريل الجبر فهو مضطر في رحلته ومفارقة بنيته فقال لي عنده في نشأته جزء مني لا أتركه معه إذ قد وصل إلى الحضرة التي يظهر فيها ملكي واقتداري ونفوذ تصرفي فنفذت إلى السماء الأولى وما بقي

345

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 345
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست