نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 318
تعالى عن نفسه نسوا الله فنسيهم وما نسوة على الإطلاق فما ينساهم على الإطلاق وإنما ينساهم فيما نسوة فيه مما لو علموا به نالتهم الرحمة من الرحيم بذلك فلما نسوة نسيهم الرحيم إذ تولاهم الاسم الإلهي الذي كانوا في العمل الذي يدعو ذلك الاسم إليه فإذا انقضى عدل ميزانه فيه زال النسيان إذ لا بد من زواله عند كشف الغطاء عند الموت في الدنيا فلا يموت أحد من أهل التكليف إلا مؤمنا عن علم وعيان محقق لا مرية فيه ولا شك من العلم بالله والايمان به خاصة هذا هو الذي يعم فلا بأس أشد من الموت وما بقي الأهل ينفعه ذلك الايمان أم لا أما في رفع العقوبة عنهم فلا إلا من اختصه الله مثل قوله تعالى فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا ثم قال وهو موضع استشهادنا سنة الله التي قد خلت في عباده وأما الاستثناء فقوله تعالى إلا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا ومتعناهم إلى حين فلا حكم على الله في خلقه وأما نفع ذلك الايمان في المال فإن ربك فعال لما يريد وإنه يقول تعالى إن الله يغفر الذنوب جميعا فهذا قوله عهده إلينا في كتابه وعلى ألسنة رسله ع فقد أن الحق فيما أتى به * رسول إلى قلبي من الملأ الأعلى فأخبرني بالأمر من نصفه فما * أقول بأحرى في الأمور ولا أولى بل الأمر فيه واحد ليس غيره * فمن عالم يبلى ومن عالم يبلى وذلك فرقان يبين دليله * وليس بقرآن على قلبنا يتلى وإن كان قول الله في كل حالة * علي إذا ما جئت حضرته يملى وخلقي عجيب لا يزال مجددا * وما مر منه لا يزال ولا يبلى فحكم الحكيم الحق في الخلق ظاهر * فسبحان من أعمى وسبحان من أجلي لقد جاد لي إنعامه بشهوده * وقد خصني منه بمورده الأحلى فمن اتقى الله جعل له فرقانا وإن كان في عين القرآن العزيز الذي هو الجمع من قريت الماء في الحوض إذا جمعته فما كل فرقان قرآن وكل قرآن فرقان فعين الجمع عين الفرق فانظر * بعينك لاجتماع في افتراق فليس المثل عين المثل فاحكم * عليه بالفراق وبالتلاق وإن شئنا إذا فكرت فيه * حكمنا بالنكاح وبالطلاق فلو لا الحق ما كان اتساق * فساق الحق ملتف بساقي وعند شرودنا عنه دعاني * لا علم أن في العقبى مساقي إليه في جسوم من نبات * فإن طبنا فمسك في حقاق فريق في الجنة وفريق في السعير فتميز الواحد عمن ثناه فانفرد كل فريق بأحديته وجمعيته فمنهم من تأنس بانفراده بفرديته وأحديته ومنهم من استوحش في انفراده بفرديته وأحديته فتلك عند العارفين وحشة الحجاب فأي نعيم لا يكدره الدهر * ولله فيما قلته الخلق والأمر فلو لا وجود الحق ما كان خيره * ولولا وجودي لم ير في الورى الشر ولست سواه لو تسر حقيقتي * ولكنه أخفى فشأني له ستر فمن يتحقق صورتي فإنه * يلوح له من نشأتي الدر والدر فدر لا حجار تنافس نشأتي * وللعلم منها ما يجود به الدر فإن كنت ذا عقل تبين حكمه * وإن كنت ذا عين فقد رفع الستر فإن شئت فأشر به رحيقا مختما * وإن لم تشأ خمرا فشربك المزر
318
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 318