نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 292
صعبة في الشرع وأما في العقل فهي هينة الخطب وفيه علم ما يعظ به العالم من هو دونه وتربية الشيخ للتلميذ الإلهي وفيه علم ما ينفي أن يكون في المعلوم ضدان من جميع الوجوه جملة واحدة من غير إن يكون بينهما مثلية بوجه ما وفيه علم ما تنتجه مؤاخاة الصفات المثلية الإلهية في الكون وفيه علم الرمي المحسوس والمعنوي وما يقع فيه الاشتراك وما لا يقع فيه اشتراك من ذلك وفيه علم نسبة الكلام إلى كل صنف صنف من المخلوقات كلها وفيه علم ألفة النسب وهل يقع بين المتناسبين افتراق معنوي أم لا وفيه علم التصرف في الخلاء وهل يصح تصرف في الملأ أم لا وهل في العالم خلاء أو هو كله ملأ وحكمة وجود الأجسام مختلفة فيما يقبل الخرف منها بسهولة وما لا يقبل الخرق إلا بمشقة وما شف منها وما لم يشف وما لطف منها وما كثف وقوة الألطف على الأكثف حتى يزيله ويخرقه وفيه علم حكمة التحيز في العالم دنيا وآخرة وفيه علم هل للبصر أثر في المبصر أم لا وفيه علم ما يحفظ به الخرق بين الشيئين حتى لا يلتئما وفيه علم لفاعل والمنفعل خاصة لا الانفعال وفيه علم الاستعدادات التي يقبل صاحبها التعليم ممن لا يقبله وإذا رأى الشيخ ذلك هل يبقى على تعليمه وتربيته أم يقصر في ذلك أو يتركه رأسا فمن الناس من يرى أنه يتركه أو يقصر في أمره حتى يتركه التلميذ من نفسه ومنهم من يقول إن الشيخ يبذل المجهود في تعليم من يعلم منه أنه لا يقبل وما عليه إلا ذلك فيوفي حق ما يجب عليه ولا يلزمه إلا ذلك فإنه ليس بمضيع زمانا في ذلك وهذا هو الحق عند الأكابر ومعاملة الحق بما تستحقه الربوبية وقد جاء في الشرع المطهر لأزيدن على السبعين وأما التبري منه بعد البيان فلا يناقض التعليم والإرشاد وإن لم يقبل فإنه وإن تبرأ منه في قلبه وفي الدعاء له فلا يتبرأ مما بعث به فله إن يقول ويعلم ما يلزمه إلا هذا ورأينا جماعة من أهل الله على خلاف هذا وهو غلط عظيم وفيه علم نيابة هاء الهوية عن هاء التنبيه وكم مرتبة لها في العلم الإلهي وفيه علم ما يذهب الفقر من النكاح وبه كان يقول أبو العباس السبتي صاحب الصدقة بمراكش رأيته وعاشرته فرأيته وجاءه إنسان يشكو الفقر فقال تزوج فتزوج فشكى إليه الفقر فقال تزوج أخرى فتزوج اثنين فشكى إليه الفقر فقال له ثلث فثلث فشكى إليه الفقر فقال له ربع فربع فقال الشيخ قد كمل فاستغنى ووسع الله في رزقه ولم يكن في نسائه اللاتي أخذهن من عندها شئ من الدنيا فأغناه الله وفيه علم الاسترقاق الكوني والتخلص منه وما لمن يسعى في تخليص الإنسان من رق الأمثال له وهل يوازن فك العاني حرية العبد أم لا وفيه علم مقامات رجال الله وفيه علم ما يجتمع فيه خلق الله وفيه علم الآثار العلوية وفيه علم الكون والفساد وفيه علم الحيوان وفيه علم الاستجلاب والاستنزال وفيه علم ما يحتاج إليه النواب وفيه علم أحكام المكلفين وبما ذا يتعلق التكليف وفيه علم رفع الحرج من العالم في حق هذا العالم به مع وجود الحرج في العالم وفيه علم إلحاق الأجنبي بالرحم وفيه علم من لم ير غير نفسه في شهوده ما حكمه في ذلك في معاملته نفسه وفيه علم الاختيار والجبر وفيه علم ما يعطيك العلم بكل شئ وهو العلم الإلهي والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( انتهى النصف الأول من الجزء الثالث من الفتوحات المكية ويليه النصف الثاني أوله الباب الأحد والستون وثلاثمائة في معرفة منزل الاشتراك مع الحق في التقدير )
292
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 292