responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 129


وما كل من فهم الكلام فهم عن المتكلم ما أراد به على التعيين إما كل الوجوه أو بعضها فقد نبهتك على أمر إذا تعملت في تحصيله من الله حصلت على الخير الكثير وأوتيت الحكمة جعلنا الله ممن رزق الفهم عن الله فنزول القرآن على القلب بهذا الفهم الخاص هي تلاوة الحق على العبد والفهم عنه فيه تلاوة العبد على الحق وتلاوة العبد على الحق عرض الفهم عنه ليعلم أنه على بصيرة في ذلك بتقرير الحق إياه عليه ثم يتلوه باللسان على غيره بطريق التعليم أو يذكره لنفسه لاكتساب الأجر وتجديد خلق فهم آخر لأن العبد المنور البصيرة الذي هو على نور من ربه له في كل تلاوة فهم في تلك الآية لم يكن له ذلك الفهم في التلاوة التي قبلها ولا يكون في التلاوة التي بعدها وهو الذي أجاب الله دعاءه في قوله رب زدني علما فمن استوى فهمه في التلاوتين فهو مغبون ومن كان له في كل تلاوة فهم فهو رابح مرحوم ومن تلا من غير فهم فهو محروم فالآية عنده ثابتة محفوظة والذي يتجدد له الفهم فيها عن الله في كل تلاوة ولا يكون ذلك إلا بإنزال فتارة يحدث إنزاله من الرب الذي ينظر إلى التالي خاصة لا من حضرة مطلق الربوبية وتارة يحدث إنزاله من الرحمن مطلقا لكون الرحمن له الاستواء على العرش المحيط مطلقا وله الرحمة التي وسعت كل شئ فلم يتقيد والرب ليس كذلك فإنه ما ورد الرب في القرآن إلا مضافا إلى غائب أو مخاطب أو إلى جهة معينة أو إلى عين مخصوصة بالذكر أو معين بدعاء خاص لم يرد قط مطلقا مثل الرحمن والاسم الله له حكم الرحمن وحكم الرب فورد مضافا ومطلقا مثل قوله قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن فورد مطلقا ومثل قوله وإلهكم فورد مقيدا ولكن بلفظة إله لا بلفظ الله فمن راعى قصد التعريف لم يفرق بين الله والإله ومن راعى حفظ الاسم وحرمته حيث لم يتسم به أحد وتسمى بإله فرق بين اللفظتين وإذا فرق فيكون حكم لفظ الله لا يتقيد فإذا كان حدوثه في الإنزال على القلب من الرب ينزل مقيد أو لا بد فيكون عند ذلك قرآنا كريما أو قرآنا مجيدا أو قرآنا عظيما ويكون القلب النازل عليه بمثل ما نزل عليه من الصفة عرشا عظيما أو عرشا كريما أو عرشا مجيدا وإذا حدث نزوله من الرحمن على القلب لم يتقيد بإضافة أمر خاص فكان القلب له عرشا غير مقيد بصفة خاصة بل له مجموع الصفات والأسماء كما إن الرحمن له الأسماء الحسنى كذلك لهذا العرش النعوت العلى بمجموعها وإنما قلنا ذلك لأنه نزل علينا في الفهم عن الله في القرآن إطلاق القرآن في موضع وتقييده بالعظمة في موضع في قوله ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم وقيده في موضع آخر بالمجد فقال بل هو قرآن مجيد وق والقرآن المجيد وقيده في موضع آخر بصفة الكرم فقال تعالى إنه لقرآن كريم فلما أطلقه وقيده بهذه الصفات المعينة وجعل القلب مستواه خلع عليه نعوت القرآن من إطلاق وتقييد فوصف عرش القلب بالإطلاق في قوله ثم استوى على العرش الرحمن ولم يقيد العرش بشئ من الصفات كما لم يصف الرحمن ولما قيد العرش قيده بما قيد به القرآن من الصفات فقال في العظمة رب العرش العظيم فأخذه من القرآن العظيم وقال في الكرم رب العرش الكريم فاستوى عليه القرآن الكريم وقال ذو العرش المجيد في قراءة من خفض وجعله نعتا للعرش فاستوى عليه القرآن المجيد فعظم العرش القلبي ومجد وكرم لعظم القرآن وكرمه ومجده فجاء بثلاثة نعوت للقرآن لما هو عليه الأمر في نفسه من التثليث وقد تقدم الكلام قبل هذا في غير هذا الباب في الاسم الفرد وأن له في المرتبة الأولى التي يظهر فيها وجود عينه مرتبة الثلاثة فهي أول الأفراد فلتنظر هناك رتبة التثليث في العالم وقد تقدم لنا شعر في التثليث في بعض منظومنا نشير به إلى هذا المعنى وهو في ديوان ترجمان الأشواق لنا وأول المقطوعة بذي سلم والدير من حاضري الحمى * ظباء تريك الشمس في صور الدمى فأرقب أفلاكا وأخدم بيعة * وأحرس روضا بالربيع منمنما فوقتا اسمي راعي الظبي بالفلا * ووقتا اسمي راهبا ومنجما إلى آخر القصيدة وشرحناها عند شرحنا لديوان ترجمان الأشواق وقد علمت يا ولي حدوث نزول القرآن المطلق على القلب من غير تقييد وإنه الذكر الذي آتاه من الرحمن ولكن ما أعرض عنه كما أعرض من تولى عن ذكره تعالى بل تلقاه بالقبول والترحيب فقال له أهلا وسهلا ومرحبا 7 فرد بتأهيل وسهل ومرحب وجعل قلبه عرشا له فاستوى

129

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست