responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 122


العموم وجعل الرحم التي منها ظهر أولو الأرحام فينا شجنة من الرحمن كما أن الولد شجنة من أبويه وجعل له سبحانه نسبا بينه وبين عباده وهو التقوى فيضع أنساب العالم يوم القيامة ويرفع نسبه فيعم لأنه ما ثم إلا من يتقيه ومن اجترأ عليه فمن كونه أجرأه عليه بما ذكر من حكم نعته بالعفو والتجاوز والصفح والمغفرة وعموم الرحمة فأشهدهم هذه النعوت وليس لها أثر يظهر حكمه عموما لكل ناظر إلا في العصاة ولا سيما العفو فكل عاص ما اجترأ على الله إلا به وهو من حيث نفسه متق لله فإن النسب ما للأحوال فيه أثر إذا هو صح وما اعتبر الله إلا النسب الديني وبه يقع التوارث بين الناس فإذا اجتمع في الشخص النسب الديني والطيني حينئذ له أن يحجب ما يحجبه من النسب الديني والطيني فإذا لم يكن له نسب طيني وله نسب ديني رجع على دينه لم يحجبوا بالنسب الطيني وراثته عن النسب الديني فورثه المسلمون أو يكون كافرا فيرثه الكفار وإن كان ذو نسب طيني وليس له نسب ديني فيرثه المسلمون فما إلا خرج عن دينه تعالى فإن نسب التقوى يعم كل نحلة وملة إن عقلت فمن حيث إن العالم عيال الله رزقهم ومن حيث إن فيهم من هو أهل له اعتنى بهم فأشفق عليهم ومن حيث إنهم مخلوقون على الصورة على وجه الكمال استنابهم ومن حيث إن بعضهم على بعض الصورة رفق بهم ومن حيث النسب المذكور نظر إليهم الاسم الرحمن بالوصل وانتظام الشمل فمن كل وجه له نظر إليهم بالإحسان ولهذا تسمى بالبر الرحيم والبر معناه المحسان وهذا القدر كاف في الكلام في هذا المنزل فلنذكر ما يتضمن من العلوم فمنها علم أفضل الأشكال ومنها علم الكتب ومراتبها ومعرفة المبين منها من المنير من الحكيم من الكريم من المحصي من المسطور من المرقوم من المعنوي من الحسي من الأم من الإمام إلى غير ذلك من أصناف الكتب والكتاب فإن الله كتب التوراة بيده وكتب القلم بنفسه عن أمر ربه في اللوح المحفوظ ومرتبة كل كاتب وما كتب من الكتابة في الأرحام وهم كتاب الخلق والرزق والأجل والشقاء والسعادة والكرام الكاتبون والفرق بين المكتوب فيه من لوح محفوظ وألواح غير محفوظة ورق وغير ذلك وصور الكتابة الإلهية من غيرها هذا كله يعلم من هذا المنزل ويشهده من دخله وعلم المعمور من العالم من غير المعمور وغير المعمور هل معمور بما لا تدركه أبصارنا أو ليس بمعمور في نفس الأمر وعمارة الأمكنة بما يتكون فيها من نبات أو حيوان أو معدن أو ما ينزل فيه من حق وملك وجان والفرق بين الاسم الإلهي العلي والرفيع ولما ذا جاء الاسم الرفيع مقيدا بالإضافة والعلي مطلقا من غير تقييد وعلم كيفية انقلاب الضد إلى ضده إذا جاوز حده هل ذلك من حيث جوهره أو جوهر صورته وعلم الإيلاء الإلهي بنفسه وبالموجودات والمعدومات وعلم المقسم عليه في تقييده بالماضي وهو الواقع أو بالمستقبل الذي لا بد من وقوعه حكما أو وجوده عينا ولما ذا اختص المقسوم عليه بالقسم دون غيره وهو من حيث هو عالم واحد وعلم القضاء هل له راد أم لا وذلك الراد هل هو منه أوامر آخر اقتضاه شرط بالرفع أو بالثبوت وعلم تغير النعوت على المنعوت بها هل كل متغير قام التغير بذاته أو كان التغير في حكمه لا في عينه ولا في صفته إن كان ذا صفة وعلم السبب المؤدي إلى الجحد مع العلم وإنه لا ينزل منزلة الجاهل في الحكم وهل الجاهل معذور أم لا وعلم العلم المحمود من العلم المذموم وهل الذم له عرضي عرض له من المعلوم أم لا أثر له فيه لا بالحكم العرضي ولا الذاتي وهل للعلم أثر محسوس في النفس والحس أم لا أثر له إلا في النفس كمن يعلم أنه تقع به مصيبة ولا بد فيتغير لذلك مزاجه ولونه وحركته ويتبلبل لسانه ويقول ولا يدري ما يقول فإن العلم أثر في النفس خوفا وهذه الآثار آثار وجود الخوف عنده ما هي آثار العلم لأن العلم قد يقع في نفس القوي الذي يحكم على نفسه فلا يؤثر فيها خوفا فلا يتغير مع وجود العلم وعلم الأمر الذي يعذب به الكاذب وهل يعذب بأمر عدمي لمناسبة الكذب أو يعذب بأمر وجودي لكون الكذب له مرتبة وجود في الوجود الذهني وحينئذ يعبر عنه الكاذب فهل عقوبته مثل نسبته إلى الحس فيكون بأمر عدمي أو بمثل نسبته إلى الخيال فيكون بأمر وجودي متخيل وهي علوم عجيبة في المشاهدات لا علم لعلماء الرسوم والنظار بهذه الموازنات لجهلهم بالميزان الموضوع الذي وضعه الله عند رفع السماء وبسط الأرض بين السماء والأرض وأنه مع كونه موضوعا هو بيد الحق المسمى بالدهر يخفض ويرفع وعلم السحر لماذا يرجع وهل فيه محمود وما فعله وعلم السواء في قوله تعالى سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون وقوله سواء عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم وقوله

122

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 122
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست