نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 109
إلى يوم النشور وهو الظهور الذي لا ضد له فيقابله الخفاء فمن معافي ومبتلى بحسب ما يحكم فيه من الأسماء إلى الأجل المسمى فتعم الرحمة التي وسعت كل شئ من الرحمن الذي استوى على العرش فتعم النعم العالم وتظهر أحكام الأسماء بالإضافات والمناسبات لا بالتقابل فيكون الأمر مثل قولهم حسنات الأبرار سيئات المقربين ونعيم الأدنى لو أعطى الأعلى بعد ذوقه النعيم الأعلى لتعذب بفقده لا بوجود النعيم الأدنى لعدم الرضاء به فهو عذاب مناسبة وإضافة لبقاء حكم الأسماء الإلهية دائما أرأيت صاحب منزلة عليا كسلطان أخرجه سلطان آخر من ملكه وولاة ملكا دون ملكه يأمر فيه وينهى ولكن إذا أضفته إلى ما كان فيه أولا وجدته ذا بلاء مع وجود المكانة من حيث ما هي ولاية وتحكم بأمر ونهي ولكن يعلم أن هذه المنزلة بالنظر إلى الأولى عذاب في حق من يحضر الأولى في خاطره فهذا القدر يبقى في الآخرة من حكم الأسماء إذ يستحيل رفعها من الوجود إذ كان لها البقاء الإلهي ببقاء المسمى ثم اعلم أن الظهور الذي نحن بصدده ينقسم الظاهر فيه إلى قسمين قسم له ظهوره خاصة وليس له أمر يعتمد عليه ظهوره من جانب الحق وقسم آخر يكون له من جانب الحق أمر يعتمد عليه وليس ذلك إلا للإنسان الكامل خاصة فإن له الظهور والاعتماد لكون الصورة الإلهية تحفظه حيث كان وغير الإنسان الكامل له الظهور من إنسان وحيوان ونبات وأفلاك وأملاك وغير ذلك فهذا كله نعم أظهرها الحق لينعم بها الإنسان الكامل فلها الظهور وما لها الاعتماد لأنها مقصودة لغير أعيانها والإنسان الكامل مقصود لعينه لأنه ظاهر الصورة الإلهية وهو الظاهر والباطن فليس عين ما ظهر بغير لعين ما بطن فافهم فهو الباقي ببقاء الله وما عداه فهو الباقي بإبقاء الله وحكم ما هو بالإبقاء يخالف حكم ما هو بالبقاء فما هو بالبقاء فله دوام العين وما هو بالإبقاء فله دوام الأمثال لا دوام العين حتى لا يزال المتنعم متنعما والنعم تتوالى عليه دائمة مستمرة وما أنشأ الله من كل شئ زوجين إلا ليعرف الله العالم بفضل نشأة الإنسان الكامل ليعلم أن فضله ليس بالجعل فإن الذي هو الإنسان الكامل ظهر به ازدواج من لا يقبل لذاته الازدواج وما هو بالجعل فضمن الوجود الإنسان الكامل الظاهر بصورة الحق فصار للصورة بالصورة زوجين فخلق آدم على صورته فظهر في الوجود صورتان متماثلتان كصورة الناظر في المرآة ما هي عينه ولا هي غيره لكن حقيقة الجسم الصقيل مع النظر من الناظر أعطى ما ظهر من الصورة ولهذا تختلف باختلاف المرآة لا بالناظر فالحكم في الصورة الأكبر لحضرة المجلى لا للمتجلي كذلك الصورة الإنسانية في حضرة الإمكان لما قبلت الصورة الإلهية لم تظهر على حكم المتجلي من جميع الوجوه فحكم عليها حضرة المجلى وهي الإمكان بخلاف حكم حضرة الواجب الوجود لنفسه فظهر المقدار والشكل الذي لا يقبله الواجب وهو الناظر في هذه المرآة فهو من حيث حقائقه كلها هو هو ومن حيث مقداره وشكله ما هو هو وإنما هو من أثر حضرة الإمكان فيه الذي هو في المرآة تنوع شكلها في نفسها ومقدارها في الكبر والصغر ولما كان الظاهر بالصورة لا يكون إلا في حال نظر الناظر الذي هو المتجلي لذلك نسب الصورة إلى محل الظهور وإلى النظر فكانت الصورة الظاهرة برزخية بين المحل والناظر ولكل واحد منهما أثر فيها يخرج منهما اللؤلؤ وهو ما كبر من الجوهر والمرجان وهو ما صغر منه وهو أثر الحضرة لا أثر الناظر فقال في زوجية ظهور الإنسان الكامل ليس كمثله شئ أي ليس مثل مثله شئ أي من هو مثل له بوجوده على صورته لا يقبل المثل أو لا يقبل الموجود على الصورة الإلهية المثال فعلى الأول نفي المثلية عن الحق من جميع الوجوه لما أثر المحل المتجلي فيه في الصورة الكائنة من الشكل والمقدار الذي لا يقبله المتجلي من حيث ما هو عليه في ذاته وإن ظهر به فذلك حكم عين الممكن في وجوده وعلى الآخر نفي المثلية عن الصورة التي ظهرت فلم يماثلها شئ من العالم من جميع وجوه المماثلة فلما كان من الصورة زوجان كان بالجعل من كل شئ خلقنا زوجين لأن الأصل قبل الزوجية فظهر حكمها في الفرع ولكن حكمها في الأصل يخالف حكمها في الفرع وهذه مسألة واحدة من مسائل هذا المنزل فلنذكر ما يتضمن من العلوم كما ذكرنا لسائر منازل هذا الكتاب فمن ذلك علم مراتب الأسماء وعلم الفهم في القرآن وعلم نطق كل شئ ومراتبه في البيان عن نفسه وعلم العدد وعلم اشتراك العالم فيما يشترك فيه من الصفات والمراتب وعلم الفرق بين العوالم واختلاف أحكام العدل لاختلاف المواطن والأعصار فما هو حق في شرع عاد باطلا في
109
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 109