responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 102


في ذلك دليل على خراب السماوات والأرض وهو قوله يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات فكما كان في أول الخلق إن الأرض خلقت قبل السماء كما قدمناه في ترتيب وجود خلق العالم كذلك لما وقع التبديل ابتدأ بالأرض قبل السماوات فوقف الخلق على الجسر دون الظلمة وبدل الأرض غير الأرض لا في الصفة فلو كان في الصفة ما ذكر العين ولا يكون وارث إلا من مالك متقدم يكون ذلك الموروث في ملكه فيموت عنه فيأخذه الوارث بحكم الورث وقد أخبر الله أن له ميراث السماوات والأرض فلا يرثها إلا الاسم الوارث لا يكون غير هذا ولو لم يكن لها مالك إلا المتصرف فيها وهي الأسماء الإلهية التي لها التصرف فإذا انقضت مدتها بالحكم فيها ما دامت على هذه الصورة والنظم الخاص وكانت المدبرة لها فلما زال تدبيرها وانقضى حكمها الخاص لانقضاء أمد مدة القبول لذلك سمي هذا الزوال موتا وصارت هذه الأعيان ورثا فتولاها الاسم الوارث فأزال حكم ما كانت عليه فبدل الأرض غير الأرض والسماوات حتى لا تعرف الأرض ولا السماء موجدا لها إلا هذا الاسم ولو بقي عين الأرض والسماء لتقسمت وذكرت من كانت ملكا له من الأسماء قبل هذا فربما حنت إليه والأسماء الإلهية لها غيرة لأن المسمى بها وصف نفسه بالغيرة فتعلق حكمها بالأسماء لتعلقها بالمسمى والغيرة مأخوذة من شهود الأغيار وكل اسم إلهي يريد الحكم له وانفراد المحكوم عليه إليه لا يلتفت إلى غيره فبدل الأرض والسماء في العين فلم تعرف هذه الأرض ولا السماء إلا هذا الاسم الوارث خاصة فزالت الشركة في العبادة وظهر التوحيد وحكم المال الموروث ما هو مثل حكم المالك الأصلي فإن حكم الوارث حكم الواهب وحكم المالك الأصلي الموروث عنه حكم الكاسب فتختلف الأذواق فيختلف الحكم فيختلف التصريف فالكاسب حاله ينزل بقدر ما يشاء لأنه في موطن تكليف وانتظار سؤال وحساب ومؤاخذة فهو حفيظ لهذه المراتب التي لا بد منها وحكم الوارث يعطي بغير حساب وينزل بلا مقدار لأن الآخرة لا ينتهي أمدها فتكون الأشياء فيها تجري إلى أجل مسمى فينزل بقدر ما يشاء لأجل ذلك الأجل والدنيا لأمور فيها تجري إلى أجل مسمى وينقضي أمدها فينزل فيها مالكها بقدر معلوم مساو لمدة الأجل فلو أعطى بغير حساب لزاد على الأمد أو نقص فتبطل الحكمة فحكم الوارث حكم الوهاب وحكم المالك الموروث عنه حكم المقدر المقيت ألا تسمع إلى قوله في خلق هذه الأرض الأولى وقدر فيها أقواتها فجعلها ذات مقدار فلن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وإذا استكملت رزقها ذهب حكم الرازق منها من كونه رازقا في هذه المدة الخاصة وبقي الرزاق ينظر إلى حكم الوارث ما يقول له فيقول الوارث له ارزق بغير قدر ولا انتهاء مدة ألا ترى أن الله قال للقلم اكتب في اللوح علمي في خلقي إلى يوم القيامة فضرب له الأمد لانقضاء مدة الدنيا وتناهيها ولا يصح أن يكتب علمه في خلقه في الآخرة لأنه لا ينتهي أمدها وما لا ينتهي لا يحويه الوجود والكتابة وجود فلا يصح أن يحصرها لانفصاله فإنه انتهاء ما لا ينتهي وهذا خلف فيرجع حكم الأسماء التي كانت تحكم على الأشياء في الدنيا تحكم فيها في الآخرة بحسب ما يرسم لها الاسم الوارث فمن حاز معرفة الأسماء الإلهية فقد حاز المعرفة بالله على أكمل الوجوه وهذا المنزل يتضمن علوما جمة منها علم تنزيه العالم العلوي بما هو محصور في أين وتنزيه أين العالم السفلي ومحله لا تنزيهه وعلم الترتيب والمنازل والمراتب التي لا يمكن أن يوصل إليها ذوقا ولا حالا وعلم أصناف الحياة وضروب الموت المعنوي والحسي ومن يقبل ذلك ممن لا يقبله وعلم الأضداد هل يجمعها عين فتكون الأضداد عينا واحدة أو هي الأحكام لعين واحدة تطلبها النسب وعلم حكم الزمان في الإيجاد الإلهي هل حكمه في ذلك لذاته أعني لذات الزمان أو هو بتولية يمكن عزله عنها ومن هنا يعلم الاسم الإلهي الدهر وعلم الأموات التي توجب المهلة وعدم المهلة فيحكم على الحق في الأشياء بحسب الأداة فيقدم إن اقتضت الأداة التقديم ويؤخر إن اقتضت الأداة التأخير وعلم الملك بطريق الإحاطة وعلم النكاح الذي يكون عنه التوالد من النكاح الذي لمجرد الشهوة من غير توالد وعلم مشاهدة الحق إيانا بما ذا يشهدنا هل بذاته أو بصفة تقوم به وعلم ما يظهر من الغيب للشهادة وما لا يظهر وعلم رجوع الشهادة إلى الغيب بعد ما كان شهادة بحيث أن لا يبقى في الخيال مثال منه فيمن من شأنه أن يتخيل وعلم النور المنزل في ظلمة الطبيعة هل يبقى على صفائه أو يؤثر فيه ظلام الطبيعة فيكون

102

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 102
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست