responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 732


محصورة في هذا العدد كما نهاية أسماء العدد محصورة في الاثني عشر فمن ذلك في تسكين عين الفعل ثلاثة وفي فتحة ثلاثة وفي ضمه ثلاثة وفي كسره ثلاثة فالمجموع اثنا عشر فالتسكين مثل فعل كدعد وفعل كقفل وفعل كهند والمفتوح العين فعل مثل جمل وفعل مثل صرد وفعل مثل عنب والمضموم العين فعل مثل عضد وفعل مثل عنق وفعل لم يوجد له اسم على وزنه في اللسان وعلله أهل هذا الشأن بأنهم استثقلوا الخروج من الكسر إلى الضم ومبني كلامهم على التخفيف وهذا التعليل عندنا ليس بشئ بسطناه في النسخة الأولى من هذا الكتاب وقد مرت بنا كلمة للعرب على وزن فعل بكسر فاء الفعل وضم عينه لا أذكرها الآن إلا أنها لغة شاذة والمكسور العين فعل مثل كتف وفعل مثل إبل ولم يوجد على وزن فعل سوى دئل وهو اسم دويبة تعرفها العرب ثم إن الله أجرى حكمته في خلقه أن لا تأخذ العرب في أوزان الكلام إلا هذه الأحرف الثلاثة الفاء والعين واللام ولها ثلاث مراتب في النشأة وأخذوا من كل مرتبة حرفا أخذوا الفاء من حروف الشفتين عالم الملك والشهادة وأخذوا العين من حروف الحلق عالم الغيب والملكوت وأخذوا اللام من الوسط عالم البرزخ والجبروت وهو من حروف اللسان الذي له العبارة والتصرف في الكلام فكان مجموع هذه الحروف التي جعلوها أصولا في أوزان الكلام مائة وثمانين درجة وهو شطر الفلك الظاهر وهو الذي يكون له الأثر أبدا في التكوين والشطر الغائب لا أثر له إلا حيث يظهر وسبب ذلك أن أشعة أنوار الكواكب تتصل بالمحل العنصري وهو مطارح شعاعاتها والعناصر قابلة للتكوين فيها فإذا اتصلت بها سارع التعفين فيها لما في الأنوار من الحرارة وفي ركن الماء والهواء من الرطوبة فظهرت أعيان المكونات إن الله خمر طينة آدم بيده والتخمير تعفين وما غاب عن هذه الأنوار فلا أثر لها فيه ألا ترى في كسوف الشمس إذا اتفق أن يكون بالليل لا حكم له عندنا لعدم مشاهدة الظاهر ظاهر كرة الأرض التي نحن عليها فلا حكم له إلا حيث يظهر بتقدير العزيز العليم فإنه حيث يظهر يشهد ما حضر عنده فيؤثر فيه لشهوده عادة طبيعية أجراها الله وهذا من أدل دليل على قول المعتزلي في ثبوت أعيان الممكنات في حال عدمها وأن لها شيئية وهي قوله تعالى إنما قولنا لشئ إذا أردناه أن نقول له كن فيرانا سبحانه في حال عدمنا في شيئية ثبوتنا كما يرانا في حال وجودنا لأنه تعالى ما في حقه غيب فكل حال له شهادة يعرفه صاحب الشهادة فيتجلى تعالى للأشياء التي يريد إيجادها في حال عدمها في اسمه النور تعالى فينفهق على تلك الأعيان أنوار هذا التجلي فتستعد به لقبول الإيجاد استعداد الجنين في بطن أمه في رابع الأشهر من حمله لنفخ الروح فيه فيقول له عند هذا الاستعداد كن فيكون من حينه من غير تثبط فانظر إلى هذه الحكمة ما أجلاها ثم إنه من تمام الحكمة أنه إذا كان في القابلات للتكوين من لا يقبله لحقيقة هو عليها إلا بزيادة درجات وهو بين أصله وحقيقته فإنه يكرر اللام من هذا الوزن إذا كانت حروف الوزن من نفس الكلمة ومن أصولها مثل جعفر وزنه فعلل فكرر واحدا من أصل الأوزان لأن حروف الموزون كلها أصول فإن كان الحرف في الكلمة زائدا جئنا به على صورته ولم نعطه حرفا من حروف الفعل فنقول في وزن مكسب مفعل فالأصول أبدا هي التي تراعي في الأشياء وهي التي لها الآثار فيها وقال بعضهم إن الجياد على أعراقها تجري يقول على أصولها فمن كان أصله كريما فلا بد أن يؤثر فيه أصله وإن ظهر عنه لؤم فهو أمر عارض يرجع إلى أصله ولا بد في آخر الأمر وكذلك اللئيم الأصل وهذه مسألة قليل من يتفطن لها وهي لما ذا ترجع أصول الممكنات هل أصلها كريم فيكون واجب الوجود أصلها أو يكون أصلها لئيما وهو الإمكان فلا يزال الفقر والبخر واللؤم يصحبها ويكون ما نسبت إليها من المحامد بحكم العرض وهنا أسرار ودقائق وكلناك لنفسك في الاطلاع عليها فإن ظهورها في العموم يتعذر فتركنا علم ذلك لمن يطلعه الله عليه فيقف على ما هو الأمر عليه في نفسه وقد بقي من أمهات مسائل هذا الباب يسير نذكر اعتبارها في سرد أحاديث ما يتعلق بهذا الباب إن شاء الله تعالى انتهى الجزء السبعون

732

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 732
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست