responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 302


الله إلها آخر فقالوا ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى وقالوا أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا الشئ عجاب والطائفة الثالثة المعطلة وهم الذين نفوا الإله جملة واحدة فلم يثبتوا إلها للعالم ولا من العالم والطائفة الرابعة المنافقون وهم الذين أظهروا الإسلام من إحدى هؤلاء الطوائف الثلاثة للقهر الذي حكم عليهم فخافوا على دمائهم وأموالهم وذراريهم وهم في نفوسهم على ما هم عليه من اعتقاد هؤلاء الطوائف الثلاث فهؤلاء أربعة أصناف هم الذين هم أهل النار لا يخرجون منها من جن وإنس وإنما كانوا أربعة لأن الله تعالى ذكر عن إبليس أنه يأتينا من بين أيدينا ومن خلفنا وعن أيماننا وعن شمائلنا فيأتي للمشرك من بين يديه ويأتي للمعطل من خلفه ويأتي إلى المتكبر من عن يمينه ويأتي إلى المنافق من عن شماله وهو الجانب الأضعف فإنه أضعف الطوائف كما إن الشمال أضعف من اليمين وجعل المتكبر من اليمين لأنه محل القوة فتكبر لقوته التي أحسها من نفسه وجاء للمشرك من بين يديه فإنه رأى إذ كان بين يديه جهة عينية فأثبت وجود الله ولم يقدر على إنكاره فجعله إبليس يشرك مع الله في ألوهيته وجاء للمعطل من خلفه فإن الخلف ما هو محل النظر فقال له ما ثم شئ أي ما في الوجود إله ثم قال الله تعالى في جهنم لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم فهذه أربع مراتب لهم من كل باب من أبواب جهنم جزء مقسوم وهي منازل عذابهم فإذا ضربت الأربعة التي هي المراتب التي دخل عليهم منها إبليس في السبعة الأبواب كان الخارج ثمانية وعشرين منزلا وكذلك جعل الله المنازل التي قدرها الله للإنسان المفرد وهو القمر وغيره من السيارة الخنس الكنس تسير فيها وتنزلها لإيجاد الكائنات فيكون عند هذا السير ما يتكون من الأفعال في العالم العنصري فإن هذه السيارة قد انحصرت في أربع طبائع مضروبة في ذواتها وهن سبعة فخرج منها منازلها الثمانية والعشرون ذلك بتقدير العزيز العليم كما قال كل في فلك يسبحون وكان مما ظهر عن هذا التسيير الإلهي في هذه الثمانية والعشرين وجود ثمانية وعشرين حرفا ألف الله الكلمات منها وظهر الكفر في العالم والايمان بأن تكلم كل شخص بما في نفسه من إيمان وكفر وكذب وصدق لتقوم الحجة لله على عباده ظاهرا بما تلفظوا به ووكل بهم ملائكة يكتبون ما تلفظوا به قال تعالى كراما كاتبين وقال ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد فجعل منازل النار ثمانية وعشرين منزلا وجهنم كلها مائة درك من أعلاها إلى أسفلها نظائر درج الجنة التي ينزل فيها السعداء وفي كل درك من هذه الدركات ثمانية وعشرون منزلا فإذا ضربت ثمانية وعشرين في مائة كان الخارج من ذلك ألفين وثمانمائة منزل فهي الثمانية والعشرون مائة فما برحت الثمانية والعشرون تصحبنا وهذه منازل النار فلكل طائفة من الأربع سبعمائة نوع من العذاب وهم أربع طوائف فالمجموع ثمان وعشرون مائة نوع من العذاب كما لأهل الجنة سواء من الثواب يبين ذلك في صدقاتهم كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة فالمجموع سبعمائة وهم أربعة طوائف رسل وأنبياء وأولياء ومؤمنون فلكل متصدق من هؤلاء الأربعة سبعمائة ضعف من النعيم في عملهم فانظر ما أعجب القرآن في بيانه الشافي وموازنته في خلقه في الدارين الجنة والنار لإقامة العدل على السواء في باب جزاء النعيم وجزاء العذاب فبهذا القدر يقع الاشتراك بين أهل الجنة وأهل النار للتساوي في عدد الدرج والدرك ويقع الامتياز بأمر آخر وذلك أن النار امتازت عن الجنة بأنه ليس في النار دركات اختصاص إلهي ولا عذاب اختصاص إلهي من الله فإن الله ما عرفنا قط إنه اختص بنقمته من يشاء كما أخبرنا أنه يختص برحمته من يشاء وبفضله فالجنة في نعيمها مخالف لميزان عذاب أهل النار فأهل النار معذبون بأعمالهم لا غير وأهل الجنة ينعمون بأعمالهم وبغير أعمالهم في جنات الاختصاص فلأهل السعادة ثلاث جنات جنة أعمال وجنة اختصاص وجنة ميراث وذلك أنه ما من شخص من الجن والإنس إلا وله في الجنة موضع وفي النار موضع وذلك لإمكانه الأصلي فإنه قبل كونه يمكن أن يكون له البقاء في العدم أو يوجد فمن هذه الحقيقة له قبول النعيم وقبول العذاب فالجنة تطلب الجميع والجميع يطلبها والنار تطلب الجميع والجميع يطلبها فإن الله يقول ولو شاء لهديكم أجمعين أي أنتم قابلون لذلك ولكن حقت الكلمة وسبق العلم ونفذت المشيئة فلا راد لأمره ولا معقب لحكمه فينزل أهل الجنة في الجنة على أعمالهم ولهم جنات الميراث وهي التي كانت لأهل النار لو دخلوا الجنة ولهم جنات الاختصاص

302

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست