responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 298


هل من مزيد ولا إن تقول أكل بعضي بعضا فنزول الحق برحمته إليها التي وسعت كل شئ وحنانه وسع لها المجال في الدعوى والتسلط على من تجبر على من أحسن إليها هذا الإحسان وجميع ما تفعله بالكفار من باب شكر المنعم حيث أنعم عليها فما تعرف منه سبحانه إلا لنعمة المطلقة التي لا يشوبها ما يقابلها فالناس غالطون في شأن خلقها ومن أعجب ما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قاعدا مع أصحابه في المسجد فسمعوا هدة عظيمة فارتاعوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتعرفون ما هذه الهدة قالوا الله ورسوله اعلم قال حجر ألقى من أعلى جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل إلى قعرها فكان وصوله إلى قعرها وسقوطه فيها هذه الهدة فما فرع من كلامه صلى الله عليه وسلم إلا والصراخ في دار منافق من المنافقين قد مات وكان عمره سبعين سنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر فعلم علماء الصحابة أن هذا الحجر هو ذاك المنافق وأنه منذ خلقه الله يهوى في نار جهنم وبلغ عمره سبعين سنة فلما مات حصل في قعرها قال تعالى إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار فكان سماعهم تلك الهدة التي أسمعهم الله ليعتبروا فانظر ما أعجب كلام النبوة وما ألطف تعريفه وما أحسن إشارته وما أعذب كلامه صلى الله عليه وسلم ولقد سألت الله أن يمثل لي من شأنها ما شاء فمثل لي حالة خصامهم فيها وهو قوله تعالى إن ذلك لحق تخاصم أهل النار وقوله تعالى قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين لضلالهم وآلهتهم إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون وهم أهل النار الذين هم أهلها الذين يقول الله فيهم وامتازوا اليوم أيها المجرمون يريد بالمجرمين أهل النار الذين يعمرونها ولا يخرجون منها يمتازون عن الذين يخرجون منها بشفاعة الشافعين وسابق العناية الإلهية في الموحدين فهذا مثل لي في وقت منها فما شبهت خصامهم فيها إلا كخصام أصحاب الخلاف في مناظرتهم إذا استدل أحدهم فإذا رأيت ذلك تذكرت الحالة التي أطلعني الله عليها ورأيت الرحمة كلها في التسليم والتلقي من النبوة والوقوف عند الكتاب والسنة ولقد عمي الناس عن قوله صلى الله عليه وسلم عند نبي لا ينبغي تنازع وحضور حديثه صلى الله عليه وسلم كحضوره لا ينبغي أن يكون عند إيراده تنازع ولا يرفع السامع صوته عند سرد الحديث النبوي فإن الله يقول لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا فرق عند أهل الله بين صوت النبي أو حكاية قوله فما لنا إلا التهيؤ لقبول ما يرد به المحدث من كلام النبوة من غير جدال سواء كان ذلك الحديث جوابا عن سؤال أو ابتداء كلام فالوقوف عند كلامه في المسألة أو في النازلة واجب فمتى ما قيل قال الله أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ينبغي أن يقبل ويتأدب السامع ولا يرفع صوته على صوت المحدث إذا قال ما قال الله أو سرد الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تعالى فأجره حتى يسمع كلام الله وما تلاه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما سمعه السامع إلا منه ثم إذا شاركه السامع في حال كلامه فهو ليس بسامع فإنه من الآداب التي أدب الله نبيه صلى الله عليه وسلم قوله ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه والله يقول لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض وتوعد على ذلك بحبط العمل من حيث لا يشعر الإنسان فإنه يتخيل في رده وخصامه أنه يذب عن دين الله وهذا من مكر الله الذي قال فيه سنستدرجهم من حيث لا يعلمون وقال ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون فالعاقل المؤمن الناصح نفسه إذا سمع من يقول قال الله تعالى أو قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فلينصت ويصغ ويتأدب ويتفهم ما قال الله أو ما قال رسوله صلى الله عليه وسلم يقول الله وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون فأوقع الترجي مع هذه الصفة وما قطع بالرحمة فكيف حال من خاصم ورفع صوته وداخل التالي وسأرد الحديث النبوي في الكلام وأرجو أن يكون الترجي الإلهي واجبا كما يراه العلماء ولما عاينت هذا المحل رأيت عجبا وفي هذه الرؤية رأيت اعتماد الماء على الهواء وهو من أعجب الأشياء في عمارة الأحياز وإن جوهرين لا يكونان في حيز واحد وإن الحيز لن شغله وفي هذه الرؤية علمت إبطال التوالد وأن المحرك للأشياء هو الله تعالى وأن السبب لا أثر له في الفعل جملة واحدة وفي هذه الرؤية علمت إن الألطف أقوى من الأكثف فإن الهواء ألطف من الماء بلا شك وقد منعه ولم يقاومه الماء في القوة ومنعه من النزول فإني رأيت نفسي في الهواء والماء فوقي ويمنعه لهواء من النزول إلى الأرض وفي هذه الرؤية علمت علوما جمة كثيرة

298

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست