responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 252


ذلك يعقل فهذا يكون حاله الاستهلاك كالملائكة المهيمن في جلال الله تعالى والملائكة الكروبيين فلا يعرفون سواه ولا يعرفهم سواه سبحانه ومنهم من يصل إلى الله من حيث الاسم الذي أوصله إلى الله أو من حيث الاسم الذي يتجلى له من الله ويأخذه من الاسم الذي أوصله إليه سبحانه ثم إن هذين الرجلين المذكورين أو الشخصين فإنه قد يكون منهم النساء إذا وصلوا فإن كان وصولهم من حيث الاسم الذي أوصلهم فشاهدوه فكان لهم عين يقين فلا يخلو ذلك الاسم إما أن يطلب صفة فعل كخالق وبارئ أو صفة صفة كالشكور والحسيب أو صفة تنزيه كالغني فيكون بحسب ما تعطيه حقيقة ذلك الاسم ومن ثم يكون مشربه وذوقه وريه ووجوده لا يتعداه فيكون الغالب عليه عندنا في حاله ما تعطيه حقيقة ذلك الاسم الإلهي فتضيفه إليه وبه تدعوه فتقول عبد الشكور وعبد الباري وعبد الغني وعبد الجليل وعبد الرزاق وإن كان وصولهم إلى اسم غير الاسم الذي أوصلهم فإنه يأتي بعلم غريب لا يعطيه حاله بحسب ما تعطيه حقيقة ذلك الاسم فيتكلم بغرائب العلم في ذلك المقام وقد يكون في ذلك العلم ما ينكره عليه من لا علم له بطريق القوم ويرى الناس أن علمه فوق حاله وهو عندنا أعلى من الذي وصل إلى مشاهدة الاسم الذي أوصله فإن هذا لا يأتي بعلم غريب لا يناسب حاله فيرى الناس أن علمه تحت حاله ودونه يقول أبو يزيد البسطامي رضي الله عنه العارف فوق ما يقول والعالم تحت ما يقول فبهذا قد حصرنا لك مراتب الواصلين فمنهم من يعود ومنهم من لا يعود ثم إن الراجعين على قسمين منهم من يرجع اختيارا كأبي مدين ومنهم من يرجع اضطرارا مجبورا كأبي يزيد لما خلع عليه الحق الصفات التي بها ينبغي أن يكون وارثا وراثة إرشاد وهداية خطا خطوة من عنده فغشي عليه فإذا النداء ردوا على حبيبي فلا صبر له عني فمثل هذا لا يرغب في الخروج إلى الناس وهو صاحب حال وأما العالي من الرجال وهم الأكابر وهم الذين ورثوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم عبوديته فإن أمروا بالتبليغ فيحتالون في ستر مقامهم عن أعين الناس ليظهروا عند الناس بما لا يعلمون في العادة أنهم من أهل الاختصاص الإلهي فيجمعون بين الدعوة إلى الله وبين ستر المقام فيدعونهم بقراءة الحديث وكتب الرقائق وحكايات كلام المشايخ حتى لا تعرفهم العامة إلا أنهم نقلة لا أنهم يتكلمون عن أحوالهم من مقام القربة هذا إذا كانوا مأمورين ولا بد وإن لم يكونوا مأمورين بذلك فهم مع العامة التي لم تزل مستورة الحال لا يعتقد فيهم خير ولا شر ثم إن من الرجال الواصلين من لا يكشف لهم عن العلم بالأسماء الإلهية التي تدبرهم ولكن لهم نظر إلى الأعمال المشروعة التي يسلكون بها وهي ثمانية يد ورجل وبطن ولسان وسمع وبصر وفرج وقلب ما ثم غير ذلك فهؤلاء يفتح لهم عند وصولهم في عالم المناسبات فينظرون فيما يفتح لهم عند الوصول إلى الباب الذي قرعوه فعند ما يفتح لهم يعرفون فيما يتجلى لهم من الغيب أي باب ذلك الباب الذي فتح لهم فإن كان المشهود لهم يطلب اليد بمناسبة تظهر لهم كان صاحب يد وإن كان يطلب البصر بمناسبة كان صاحب بصر وهكذا جميع الأعضاء ومن ذلك الجنس تكون كراماته إن كان وليا ومعجزاته إن كان نبيا ومن ذلك الجنس تكون منازله ومعارفه كما أشار إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يركع ركعتين لا يحدث نفسه فيهما بشئ فتحت له الثمانية الأبواب من الجنة يدخل من أيها شاء كذلك هذا الشخص يفتح له من أعمال أعضائه إذا كملت طهارته وصفا سره أي شئ كان مما تعطيه أعمال أعضائه المكلفة وقد بينا هذه المراتب العملية على الأعضاء في كتاب مواقع النجوم ثم إن الله سبحانه يمدهم من الأنوار بما يناسبهم وهي ثمانية من حضرة النور فمنهم من يكون إمداده من نور البرق وهو المشهد الذاتي وهو على ضربين خلب وغير خلب فإن لم ينتج مثل صفات التنزيه فهو البرق الخلب وإن أنتج ولا ينتج إلا أمرا واحدا لأنه ليس لله صفة نفسية سوى واحدة هي عين ذاته لا يصح أن تكون اثنان فإن اتفق أن يحصل له من هذا النور البرقي في بعض كشف تعريف إلهي لا يكون برق خلب ومنهم من يكون إمداده من حضرة النور نور الشمس ومنهم من يكون إمداده من نور البدر ومنهم من يكون إمداده من نور القمر ومنهم من يكون إمداده من نور الهلال ومنهم من يكون إمداده من نور السراج ومنهم من يكون إمداده من نور النجوم ومنهم من يكون إمداده من نور النار وما ثم نور أكثر وقد ذكرنا مراتب هذه

252

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 252
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست