responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 559


الخاص الذي من الله لعبده لا يطلع على ذلك الوجه إلا صاحبه إذا اعتنى الله به وما من مخلوق إلا وله ذلك الوجه ويعلمه الله منه أمورا كثيرة ولكن لا يعرف بعض العبيد أنه أتاه ذلك العلم من ذلك الوجه وهو كل علم ضروري يجده لا يتقدم له فيه فكر ولا تدبر وصاحب العناية يعلم أن الله أعطاه ذلك العلم من ذلك الوجه ثم قال له الخضر أيضا وأنت على علم علمكه الله لا أعلمه أنا فإن كان موسى قد علم وجهه الخاص عرف ما يأتيه العلم من ذلك الوجه وإن كان لم يعلم ذلك فقد نبهه الخضر عليه ليسأل الله فيه فإذا علم الأشياء كلها من ذلك الوجه فهو ملازم لتلك المشاهدة والشؤون الإلهية والأشياء تتكون عن الله وهو ينظر إليها فلا تشغله مع كثرة ما يشاهد من الكائنات في العالم وهو مقام الصديق في قوله ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله وذلك لما ذكرناه من شهوده صدور الأشياء عن الله بالتكوين فهو في شهود دائم والتكوينات تحدث فما من شئ حادث يحدث عن الله إلا والله مشهود له قبل ذلك الحادث وما نبه أحد فيما وصل إلينا على هذا الوجه وما يتكون منه في قلب المعتكف على شهوده إلا أبو بكر الصديق ولكن نحن ما أخذناه من تنبيه أبي بكر الصديق عليه لكوننا ما فهمنا عنه ما أراد ولا فكرنا فيه وإنما اعتنى الله بنا فيه ففاجأنا العلم به ابتداء ولم نكن نعرفه فأنكرنا ذلك وقلنا هذا من أين ففتح الله بيننا وبينه ذلك الباب فعلمنا ما لنا من الحق على الخصوص وعرفنا إن هذا هو الوجه الخاص الذي من الله عز وجل لكل كائن عنه فلزمته واسترحت وعلامة من يدعيه لزوم الأدب الشرعي وإن وقعت منه معصية بالتقدير الإلهي الذي لا بد من نفوذه فإن كان يراها معصية ومخالفة للأمر المشروع فيعلم أنه من أهل هذا الوجه وإن كان يعتقد خلاف هذا فنعلم إن الله ما أطلعه قط على هذا الوجه الخاص ولا فتح له فيه وأنه شخص لا يعبأ الله به فإنه ما من أحد أعظم أدبا مع الشرع ولا اعتقادا حقيقيا فيه إنه الحق كما يعلمه العامي سواء إلا أهل هذا الوجه فإنهم يعلمون الأمور على ما هي عليه فيعلمون إن حظهم من هذا الأمر المشروع والتكليف وحظ الآتي به وهو الرسول وحظ العامة المخاطبين أيضا به على السواء لا فضل لأحدهم على الآخر فيه لأنه لذاته ورد لا لأمر آخر فالذي يحرم بالعموم في الخطاب المشروع على واحد يعم جميع المكلفين من غير اختصاص حتى لو قال بتحليل ذلك في حق شخص يتوجه عليه به لسان الذم في الظاهر كان كافرا عند الجميع وكان كاذبا في دعواه إنه من أهل هذا الوجه فإن أخص علوم هذا الوجه ما جاءت به الشرائع ولذلك قال رسول الله ص لما خطب الناس في حق علي بن أبي طالب إذ قيل له إنه يخطب ابنة أبي جهل على ابنته فاطمة فقال ص إن فاطمة بضعة مني يسوءني ما يسوءها ويسرني ما يسرها وأنه ليس لي تحريم ما أحل الله ولا تحليل ما حرم الله فمع معرفته بالوجه الخاص الإلهي لم يعطه إلا إبقاء ما هو محرم على تحريمه وما هو محلل على تحليله فما حرم على علي نكاح ابنة أبي جهل إذ كان حلالا له ذلك ولكنه قال إن أراد ذلك يطلق ابنتي فوالله ما تجتمع بنت عدو الله وبنت رسول الله ص تحت رجل واحد وأثنى على زوج ابنته الأخرى خيرا فرجع علي بن أبي طالب عن ذلك فلو كان ذلك الوجه يعطي ما يزعم هذا المجادل أنه أعطاه لكان رسول الله ص أولى بذلك وما فعل وله الكشف الأتم والحكم الأعم والحظ الأوفر إذ هو السيد الأكبر ولا بد لكل شخص من خصوص وصف ينفرد به يعطيه الله ذلك من ذلك الوجه وبه يسعد الله في المال من يقال فيه إنه لا يسعد ولا تناله رحمة الله التي وسعت كل شئ فإنها صدرت من وجوه الاختصاص فعمت العالم والجاهل والطائع والعاصي جعلنا الله ممن نالته في أحواله كلها فيلقي الله ولم يجر عليه لسان ذنب بعد معرفته بهذا الوجه وأحكام المجتهدين وجميع الشرائع من هذا الوجه الخاص صدورها والتعبير للرؤيا بالقوة من غير نظر في كتاب ولا استدلال من هذا الوجه الخاص يكون فمن أراد تحصيله فليلزم ما قررناه والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الباب السابع والتسعون وثلاثمائة في معرفة منازلة إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه هذا قول الله الصادق ) إن الرجال رجال الله كلهم * والعارفين ومن يبقى ومن غبرا

559

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 559
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست