نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 523
أخطئوا في تأويلهم فيما تلفظ به رسولهم إما فيما ترجمه عن الله وإما فيما شرع له أن يشرعه قولا وفعلا وليس في المنازل الإلهية كلها على كثرتها ما ذكرنا منها في هذا الكتاب وما لم نذكر من يعطي النصاف ويؤدي الحقوق ولا يترك عليه حجة لله ولا لخلقه فيوفي الربوبية حقها والعبودية حقها وما ثم إلا عبد ورب إلا هذا المنزل خاصة هكذا أعلمنا الله بما ألهمه أهل طريق الله الذي جرت به العادة أن يعلم الله منه ورثة أنبيائه وهو منزل غريب عجيب أوله يتضمن كله وكله يتضمن جميع المنازل كلها وما رأيت أحدا تحقق به سوى شخص واحد مكمل في ولايته لقيته بإشبيلية وصحبته وهو في هذا المنزل وما زال عليه إلى أن مات رحمه الله وغير هذا الشخص فما رأيته مع أني ما أعرف منزلا ولا نحلة ولا ملكة إلا رأيت قائلا بها ومعتقدا لها ومنصفا بها باعترافه من نفسه فما أحكي مذهبا ولا نحلة إلا عن أهلها القائلين بها وإن كنا قد علمناها من الله بطريق خاص ولكن لا بد أن يرينا الله قائلا بها لنعلم فضل الله علي وعنايته بي حتى أني أعلمت أن في العالم من يقول بانتهاء علم الله في خلقه وأن الممكنات متناهية وأن الأمر لا بد أن يلحق بالعدم والدثور ويبقي الحق حقا لنفسه ولا عالم فرأيت بمكة من يقول بهذا القول وصرح لي به معتقدا له من أهل السوس من بلاد الغرب الأقصى حج معنا وخدمنا وكان يصر على هذا المذهب حتى صرح به عندنا وما قدرت على رده عنه ولا أدري بعد فراقه إيانا هل رجع عن ذلك أو مات عليه وكان لديه علوم جمة وفضل إلا أنه لم يكن له دين وإنما كان يقيمه صورة عصمة لدمه هذا قوله لي ويعطيه مذهبه وليس في مراتب الجهل أعظم من هذا الجهل والله يقول الحق وهو يهدي السبيل انتهى السفر السابع والعشرون بانتهاء الباب الثالث والثمانين وثلاثمائة وحسبنا الله ونعم الوكيل بسم الله الرحمن الرحيم ( الباب الرابع والثمانون وثلاثمائة في معرفة المنازلات الخطابية ) الفصل الخامس في المنازلات وهو من سر قوله عز وجل وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب وهو من الحضرة المحمدية منازلات العلوم تبدي * حقائق الحق والعباد بلا تغال ولا مراء * ولا جدال ولا عناد فقل لعقلي أقصر فنقلي * يهدي إلى الغي والرشاد فكل ذكري إلى صلاح * وبعض فكري إلى فساد فأنفع العلم علم فقري * للسيد الواهب الجواد اعلم أيدك الله وإيانا وأن المنازلة فعل فاعلين هنا وهي تنزل من اثنين كل واحد يطلب الآخر لينزل عليه أو به كيف شئت فقل فيجتمعان في الطريق في موضع معين فتسمى تلك منازلة لهذا الطلب من كل واحد وهذا النزول على الحقيقة من العبد صعود وإنما سميناه نزولا لكونه يطلب بذلك الصعود النزول بالحق قال تعالى إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه فهو براقه الذي يسرى به إليه وينزل به عليه ويقول تعالى في حق نفسه على ما ذكره رسول الله ص عنه فقال ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة الحديث بطوله فوصفه بالنزول إلينا فهذا نزول حق لخلق ومنا نزول خلق لحق لأنه لا يتمكن لنا أن يكون لنا العلو والكبرياء والغنى عنه فلنا صفة الصغار والفقر إليه وله صفة الغنى والكبرياء فكلنا إليه فقير * وكلنا لديه صغير * وكلنا نراه سوانا * وهو الغني عنا الكبير إلا أنا فإني أراه * عيني وإنني لخبير * وبعد أن علمت ذا قلت إني * إلى غناه عبد فقير وعلى الحقيقة فبنا ننزل عليه وبنا ينزل علينا ولولا ذلك ما علمنا ما يقول في خطابه لنا فإنه الغني الحميد وعلى حقيقة الحقيقة فبه ننزل عليه وبه ينزل علينا وسواء كانت منازلة أو نزولا تاما فيكون المتكلم والسامع فهو يعلم ما يقول فإنه سمع من كان هذا مقامه فما سمع كلامه غيره ولما كان هو الأصل لم نكن إلا به فإن الفرع بصورة الأصل يخرج
523
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي جلد : 3 صفحه : 523