responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 388


ما كان فلا ينفك صاحب هذه المخالفة من مراقبة العفو أو المؤاخذة على ما قرره عليه واضع ناموسه فقد عمت النواميس جميع الأمم وهو قوله تعالى وإن من أمة إلا خلا فيها نذير فهو إما نذير بأمر الله وإرادته أو نذير بإرادة الله لا بوحي نزل عليه يعلم به أنه من عند الله فأمر الله إنما متعلقة عين إيجاد انذاره فيه فقيل لإنذاره كن في هذا العبد فكان فوجد الإنذار في نفسه ولم يدر من أين جاء فهذا الفرق بين الشرع الإلهي الذي جاءت به الرسل من عند الله وبين ما وضعته حكماء الأعصار لاتباعها لمصالحهم فمن وفى بحق ناموسه واحترمه ووقف عند حده ابتغاء رضوان الله فقد أحسن في عمله وأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه أو تعلم أنه يراك فهذا هو الحد الضابط للإحسان في العمل وما عدا هذا فهو سوء عمله فإن كان ممن زين له سوء عمله فرآه حسنا فلا يخلو إما أن تكون رؤية سوء العمل حسنا بعد اجتهاد يفي بما في وسع ذلك الشخص المجتهد فقد وفى الأمر حقه وهو صاحب عمل حسن ويكون حكم كونه سوء عمل يراه في اجتهاده سوء عين حكم المصيب للحق صاحب الاجرين ويكون هذا المزين له بهذه الصفة صاحب الأجر الواحد وإن لم يكن عن استيفاء الاجتهاد بقدر الوسع ورآه حسنا عن غير اجتهاد فهو في المشيئة فلا يدري بما ختم له ولما ذا يؤول أمره في مدة إقامة الحدود في الدنيا والآخرة فإنه ممن أسرف على نفسه فإن قنط من رحمة الله فما وفى الأمر حقه وساء ظنا بربه والرب عند ظن عبده به وقد نهى الله المسرف على نفسه عن القنوط فهل قنوطه بارتكاب هذا المنهي عنه الآتي بعد حصول إسرافه معتبر له أثر يحول بين المغفرة وبين صاحبه أو حكمه حكم كل إسراف سواه فهذا أيضا ممهل لا يدري ما الأمر فيه إذا أنصف الناظر لأنه قال إن الله يغفر الذنوب جميعا مع ارتفاع القنوط أو مع وجوده إلا المشرك الذي لم يبذل وسع نفسه في طلبه عدم الكثرة في الاسم الإلهي فإنه لا بد من مؤاخذته فتعين على العاقل معرفة المدد الزمانية واختلاف الأزمان والدهور والأعصار وما يجري من ذلك إلى أجل مسمى في الأشخاص المقول عليها إنها أزمان وما يجري منها إلى غير أجل مسمى وما الحق الذي يوجب الشكر وما الحق الذي يوجب الصبر والله يقول الحق وهو يهدي السبيل وأما الايمان فهو أمر عام وكذلك الكفر الذي هو ضده فإن الله قد سمي مؤمنا من آمن بالحق وسمي مؤمنا من آمن بالباطل وسمي كافرا من يكفر بالله وسمي كافرا من يكفر بالطاغوت وبين مال هؤلاء وهؤلاء والطريق التي جاءت ببيانها أيده بالدلالات على صحته أنه من عند الله المرجو في كل ملة ونحلة وعند كل طائفة والأعمال الصالحة رأسها الايمان فهي تابعة له كان الايمان بما كان وما في الأمور الوجودية أغمض من هذه المسألة لأن الله قرن العمل السيئ بالتزيين حتى يراه العامل حسنا فيتخذه صالح عمل وعلى الله قصد السبيل فجاء بالألف واللام للشمول في السبيل فإنها كلها سبل يراها من جاهد في الله فأبان له ذلك الجهاد السبل الإلهية فسلك منها الأسد في نفسه وعذر الخلق فيما هم عليه من السبل وانفرد بالله فهو على نور من الله إذا عرف الله من فعله * فإهماله عين إمهاله فعين تراه بتفصيله * وعين تراه بإجماله فقوم على حكم إحسانه * وقوم على حكم إجلاله فيقبض شخصا بتعريفه * ويبسط شخصا بإهماله فسبحان من حكمه واحد * بإعراضه أو بإقباله وسبحان من عم إحسانه * بإدلاله أو بإدلاله وكل بإعداده قابل * لخسرانه ولإفضاله والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ( الوصل الثالث عشر من خزائن الجود ) مال الأمر الرجوع من الكثرة إلى الواحد من مؤمن ومشرك لأن المؤمن الذي يعطي كشف الأمور على ما هي عليه يعطي ذلك وهو قوله تعالى فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد وذلك قبل خروجه من الدنيا فما قبض أحد إلا على كشف حين يقبض فيميل إلى الحق عند ذلك

388

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 3  صفحه : 388
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست