responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 712


الاختيار فأشبه المحجور عليه فيحصل له في عرفة في الحل معرفة إزالة هذا لتحجير الذي أثبته الوهم بدليل العقل فإنه في هذا الموطن من العلم بالله ساوى الوهم العقل فحجر على الله وجعلاه تحت حكم علمه في الشئ في مذهب من يرى أن العلم صفة زائدة على ذاته قائمة به تحكم على ذاته بحسب ما تعلقت به فمن قال إن علمه ذاته لا يلزمه هذا وهذه معرفة بالله بديعة عجيبة لا يعرف قدرها إلا من عرفها فلما أراد الحاج حصول هذه المعرفة مر في طريقه بمنى وهو موضع الحج الأكبر وأراد أن يذوق طعمه قبل الوقوف بعرفة إذ كان مرجعه إليه يوم النحر وهو يوم الحج الأكبر فإنه في ذلك الزمان الأول يجتمع فيه من وقف بعرفة ومن وقف بالمزدلفة فكان معظم الحاج بمنى فصلى بها وبات ليذوق ذلك في حكم النهار وحكم الليل فيحصل بين الأمر النهاري والتجلي الليلي وما يحصل في أوقات الصلوات من الأمر الخاص في هذا الموطن حتى يرى إذا رجع إليها بعد الوقوف هل يتساوى الذوق في ذلك أو يتغير عليه الحال لتأثير عرفة والمزدلفة فيه فكان مبيته وقعوده بمنى حالة اختيار وتمحيص ليكون من ذلك على علم في المال بخلاف المعرف فإنه لا يحصل له ذلك فلا يعرف هل يتغير حكم منى بعد عرفة عن حكمه قبل عرفة أم لا فهذا كان سبب ذلك ( وصل في فصل الوقوف بعرفة ) أما الوقوف بعرفة فإنهم أجمعوا على أنه ركن من أركان الحج وأن من فاته فعليه الحج من قابل والهدى في قول أكثرهم ونحن لا نقول بالهدي لمن فاته فإنه ليس بمتمتع لأنه ما حج مع عمرته في سنة واحدة والسنة في يوم عرفة أن يدخلها قبل الزوال فإذا زالت الشمس خطب الإمام الناس ثم جمع بين الظهر والعصر في أول وقت الظهر ثم وقف حتى تغيب الشمس هكذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإمامة الحج هي للسلطان الأعظم لا خلاف بينهم في ذلك وأنه يصلي وراءه برا كان أو فاجرا وقد قدمنا إنه بر في وقت صلاته فما صليت إلا خلف بر ولا كان أمامك إلا برا فلا فائدة للفجور والفسق الذي يذكره علماء الرسوم في هذه المسألة وقد قدمنا الكلام فيها وأن من السنة علينا في ذلك اليوم أن نأتي إلى المسجد مع الإمام للصلاة ويعتبر في ذلك المشي بالله مع الله إلى الله في بيت المعرفة لأنه مسجد في عرفة وهو مسجد عبودية ولا يصح أن يكون المسجد إلا موطن عبودية لأن السجود هو التطأطئ وهو نزول من أعلى إلى أسفل وبه سمي الساجد ساجدا لنزوله من قيامه فيعطيه مسجد عرفة المعرفة بنفسه ليكون له ذلك سلما إلى معرفة ربه فإنه من عرف نفسه عرف ربه الذي سجد له والمعرفة تطلب في التعدي أمرا واحدا فهو تعلقه أي تعلق علم العبد ومعرفته بأحدية الله خاصة فلو لم يقل عرفة وقال ما يدل على العلم كما دل عرفة على العلم لم نجعل تعلقه بالأحدية وكنا نجعله بأمر آخر فعلمنا إن الإنسان يطلب في معرفة نفسه شفعيتها من حيث أحديتها التي تمتاز بها معرفة أحدية الحق إذ لا يعرف الواحد إلا من هو واحد فبأحديتك في شفيعتك عرفت أحديته تعالى فجاء في المعرفة باسم عرفة لأجل القصد بمعرفة أحدية الخالق لأنه لا أحدية له في غير الذات من المناسبات إلا أحدية الخالق بمعنى الموجد ولذلك تمدح بها وجعلها فرقانا بين من ادعى الألوهية أو ادعيت فيه فقال أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون فلو وقعت المشاركة في الخلق لما صح أن يتخذها تمدحا ولا دليلا مع الاشتراك في الدلالة هذا لا يصح فيعلم قطعا إن الخالق صفة أحدية لله لا تصح لأحد غير الله فلهذا كانت معرفة الله في عرفة معرفة أحدية إذا لمعرفة هذا نعتها في اللسان الذي خوطبنا به من الله فإذا عرفت هذا فقد عرفت ( وصل في فصل الأذان ) اعلم أن العلماء اختلفوا في وقت أذان المؤذن بعرفة الظهر والعصر فقال بعضهم يخطب الإمام حتى يمضي صدر من خطبته أو معظمها ثم يؤذن المؤذن وهو يخطب وقال قوم يؤذن إذا أخذ في الخطبة الثانية وقال قوم إذا صعد الإمام المنبر أمر المؤذن بالأذان فاذن كالجمعة فإذا فرع المؤذن قام الإمام يخطب وعلى هذا القول رأيت العمل اليوم وهو مذهب أبي حنيفة والأول مذهب مالك والثاني قيل إنه مذهب الشافعي وقد حكي عن مالك أنه قال كما قال أبو حنيفة حكاه ابن نافع عن مالك والحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس ثم أذن بلال ثم أقام وجمع بين الظهر والعصر ولم ينتقل بينهما حقيقة الأذان الإعلام لا الذكر وقد يكون أعلاما بذكر لذكر أيضا فكله ذكر

712

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 712
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست