responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 703


قال فأجره حتى يسمع كلام الله وإن الله قال على لسان عبده سمع الله لمن حمده فهو المتكلم والقائل لا إله إلا هو العزيز الحكيم حقق يا أخي نظرك في سرعة البرق إذا برق فإن برق البرق إذا برق كان سببا لانصباغ الهواء به وانصباغ الهواء به سبب لظهور أعيان المحسوسات به وظهور أعيان المحسوسات به سبب في تعلق إدراك الأبصار بها والزمان في ذلك واحد مع تعقلك تقدم كل سبب على مسببه فزمان إضاءة البرق عين زمان انصباغ الهواء به عين زمان ظهور المحسوسات به عين زمان إدراك الأبصار ما ظهر منها فسبحان من ضرب الأمثال ونصب الأشكال ليقول القائل ثم وما ثم أو ما ثم فوعزة من له العزة والجلال والكبرياء ما ثم إلا الله الواجب الوجود الواحد بذاته الكثير بأسمائه وأحكامه القادر على المحال فكيف الإمكان والممكن وهما من حكمه فوالله ما هو إلا الله فمنه وإليه يرجع الأمر كله ولهذا سن الرمل ثلاثا لا زائد ولا ناقص الواحد له والثالث لما ظهر والثاني بين الأول والثالث السبب لظهور ما ظهر عنه لا بد من ذلك فإذا حققت ما رأيت رأيت أن ثم ما رأيت فخرج إدراك العقل للأمور المعقولة على هذه الصورة مثلثة الشكل وهي المقدمات المركبة من الثلاثة لإنتاج المطلوب وكذلك في الحس حس ومحسوس وتعلق لحس بمحسوس لا يدري هل الحس تعلق بالمحسوس أو المحسوس انطبع في الحس قصر العقل والله وخنس الفكر وحار الوهم وطمس الفهم فالأمر عظيم والخطب جسيم والشرع نازل والعقل قابل والأمر نافذ والحوادث تحدث والقوي قائمة والموازين موضوعة والكلمات لا تنفد والكائنات لا تبعد وما ثم شئ مع هذا المعلوم المتعدد والعين واحدة والأمر واحد حارت الحيرة في نفسها إذ لم تجد من يحاربها فالحيرة التي يتخيل أن العالم موصوف بها ليس كما تخيلت بل ذلك حيرة الحيرة فما ثم إلا هو والحيرة كلت والله الألسنة عما علمته الأفئدة أن تعبر عن ذلك وكلت والله الأفئدة عن عقل ما هو الأمر عليه فلا تدري هل هي الحائرة أم لا والحيرة موجودة ولا يعرف لها محل تقوم به فلمن هي موجودة وفيمن ظهر حكمها وما ثم إلا الله وما ثم إلا الله لا شئ غيره * وما ثم ثم إذ كانت العين واحدة لذلك قلنا في الذوات بأنها * وإن لم تكن لله بالله ساجدة ( وصل في فصل منه ) اختلف العلماء في أهل مكة هل عليهم رمل إذا حجوا أو لا فقال قوم كل طواف قبل عرفة مما يوصل بسعي فإنه يرمل فيه وقال قوم باستحباب ذلك وكان بعضهم لا يرى عليهم رملا إذا طافوا بالبيت وهو مذهب ابن عمر على ما رواه مالك عنه إذا كانت العلة ما ذكرناها آنفا في الرمل تعين الرمل على أهل مكة وغيرهم ولا سيما والأمر في نفسه أن الإنسان تحت حكم كل نفس وكل نفس قادم وكل قادم فهو طائف وكل طواف قدوم فيه رمل هكذا هي السنة فيه لمن أراد أن يتبعها ومن جهل قدوم نفسه وأن الإنسان في كل حال مخلوق فهو قادم على الوجود من العدم لم ير عليه طوافا فإنه من أهل هذه الصفة كما هم أهل مكة من مكة ( وصل في فصل استلام الأركان ) فقال قوم وهم الأكثرون باستلام الركنين فقط وقال جابر كنا نرى إذا طفنا أن نستلم الأركان كلها وقال قوم من أهل السلف باستحباب استلام الركنين في كل وتر من الأشواط وهو الأول والثالث والخامس والسابع وأجمعوا على إن تقبيل الحجر الأسود خاصة من سنن الطواف واختلفوا في تقبيل الركن اليماني الثاني أما الاستلام وهو لمس الركن باليد على نية البيعة فلا يكون إلا في ركن الحجر في الحجر خاصة لكون الحق جعله يمينا له فلمسه بطريق البيعة ومن لم ير اللمس للبيعة ورآه للبركة استلم جميع الأركان فإن لمسها والقرب منها كله بركة وما يختص ركن الحجر إلا بالبيعة والمصافحة وتقع المشاركة في البركة له مع سائر الأركان ففيه كونه ركنا وزيادة فمن راعى كونه ركنا أشرك في الاستلام معه الركن اليماني والركن الثالث هو في الحجر غير معين إذ لا صورة له في البيت والركن الشامي والعراقي ليسا بركنين للبيت الأول الموضوع فلما لم يكونا بالوضع الأول الإلهي لم يكونا ركنين فخالف حكمهما حكم الركنين ومن رأى أن الأفعال كلها من الله رأى أن الذي عين الركنين والركن الثالث في الحجر بالوضع الأول هو الذي عين الأربعة الأركان

703

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 703
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست