responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 699


في الإهلال بالحج سواء عند الإحرام والكل ثقات فيما ذكروه فإنه صلى الله عليه وسلم لم يشرع اتصال التلبية زمان الحج من غير فتور بحيث أن لا يتفرع إلى كلام ولا إلى ذكر بل كان يلبي وقتا ويذكر وقتا ويستريح وقتا ويأكل وقتا ويخطب وقتا فسرد التلبية ما هو مشروع وإن أكثر منها فلا بد من قطع في أثناء أزمان الحج فهذا كله ليس بخلاف وكذلك المعتمر لا يقطع التلبية عندنا ما بقي عليه فعل من أفعال العمرة عندنا فإن الذين قالوا إن المحرم بالعمرة يخرج إلى الحل منهم من قال يقطع التلبية إذا انتهى إلى الحرم يعني المسجد ومنهم من قال إذا افتتح الطواف واعلم أنه ما من فعل من أفعال الحج والعمرة يشرع فيه المحرم إلا والحق يدعوه إلى فعل ما بقي من الأفعال لا بد من ذلك فكما يلزمه الإجابة ابتداء إلى الفعل يلزمه الإجابة إلى كل فعل حتى يفعله فإن المحرم قد دخل في الحج من حين أحرم وما قطع التلبية وطاف بالبيت وما قطع التلبية وسعى وما قطع التلبية وخرج إلى عرفة وما قطع التلبية وما بعض الأفعال المفروضة بالمراعاة أولى من بعض وكذلك المسنونة ما بعضها أولى من بعض في المراعاة إذ لم يرد نص يوقف عنده من الشارع ففي الفرائض إجابة الله وفي السنن إجابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن الله يقول يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم فإن الرسول داع بأمر الله فالله هو المجاب وعتب صلى الله عليه وسلم على ذلك المصلي الذي دعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لم يجبه حين دعاه والمدعو في الصلاة فقال يا رسول الله إني كنت في الصلاة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم فما سمعت قول الله تعالى استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم والتلبية إجابة وأفعال الحج ما بين مفروض ومسنون وإذا أنصفت فقد بان لك الحق فألزمه إلا أن تقف على نص من قول الرسول صلى الله عليه وسلم في ذلك فالمرجع إليه وأما العارفون فإنهم لا يقطعون التلبية لا في الدنيا ولا في الآخرة فإنهم لا يزالون يسمعون دعاء الحق في قلوبهم مع أنفاسهم فهم ينتقلون من حال إلى حال بحسب ما يدعوهم إليه الحق وهكذا المؤمنون الصادقون في الدنيا بما دعاهم الشرع إليه في جميع أفعالهم وإجابتهم هي العاصمة لهم من وقوعهم في محظور فهم ينتقلون أيضا من حال إلى حال لدعاء ربهم إياهم فهو داع أبدا والعارف غير محجوب السمع فهو مجيب أبدا جعلنا الله ممن شق سمعه دعاء ربه وشق بصره لمشاهدة تجليه فالتجلي دائم لا ينقطع فشهود الحق ما لا يرتفع فدوام لدوام واهتمام لاهتمام وانتقال لمقام وهو أعلى من مقام انتقلت منه من وجه يرجع إليك وما هو أعلى من وجه يرجع إلى الحق فإن الأمور إذا نسبتها إلى الحق لم تتفاضل في الشرف وإذا نسبتها إليك تفاضلت في حقك والمكمل عندنا من تكون الأمور بالنسبة إليه كما تكون بالنسبة إلى الله وهو الذي يرى وجه الحق في كل أمر وهذا الباب ما رأيت له ذائقا فيما نقل إلينا جملة واحدة ولا بد أن يكون له رجال لا بد من ذلك ولكنهم قليلون فإن المقام عظيم والخطب جسيم وكنت أتخيل في بعض المقتدين بنا أنه حصله فجاءني منه يوما عتاب في أمر شهد عندي ذلك الخطاب أنه ما حصله ( وصل في فصل الطواف بالكعبة ) وصفته أن يجعل البيت عن يساره ويبتدئ فيقبل الحجر الأسود إن قدر عليه ثم يسجد عليه أو يشير إليه إن لم يتمكن له الوصول إليه ويتأخر عنه قليلا بحيث أن يدخله في الطواف بالمرور عليه ثم يمشي إلى أن ينتهي إليه يفعل ذلك سبع مرات يقبل الحجر في كل مرة ويمس الركن اليماني الذي قبل ركن الحجر بيده ولا يقبله فإن كان في طواف القدوم فيرمل ثلاثة أشواط ويمشي أربعة أشواط ولكن في أشواط رملة يمشي قليلا بين الركنين اليمانيين ويقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار إلى أن تفرع سبعة أشواط كل ذلك بقلب حاضر مع الله ويخيل أنه في تلك العبادة كالحافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم فيلزم التسبيح في طوافه والتحميد والتهليل وقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ولنا في ذلك جسم يطوف وقلب ليس بالطائف * ذات تصد وذات ما لها صارف يدعى وإن كان هذا الحال حليته * هذا الإمام الهمام ألهمهم العارف هيهات هيهات ما اسم الزور يعجبني * قلبي له من خفايا مكره خائف

699

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 699
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست