responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 540


وذكرنا ثم قال وملائكته أيضا تصلي عليكم بما قد شرع لها من ذلك وهو قوله ربنا وسعت كل شئ رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ يعني القيامة والمعصومين من وقوع السيئات منهم فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم فهذا كله قول الملائكة فصلاة الملائكة علينا كصلاتنا على الجنازة سواء لمن عقل ثم قال ليخرجكم بلام السبب من الظلمات إلى النور ابتداء منه ومنة وبدعاء الملائكة وهو هذا الذي ذكرناه ولهذا قال وملائكته وهو قولهم وقهم السيئات فإن السيئات ظلمات فمنهم من يخرجهم من ظلمات الجهل إلى نور العلم ومن ظلمات المخالفة إلى نور الموافقة ومن ظلمات الضلال إلى نور الهدى ومن ظلمات الشرك إلى نور التوحيد ومن ظلمات الحجاب إلى نور التجلي ومن ظلمات الشقاء والتعب إلى نور السعادة والراحة ثم قال وكان بالمؤمنين أي بالمصدقين رحيما أي رحمهم لما صدقوا به من وجوده الذي هو أعم من التصديق بالتوحيد ثم يندرج بعد الايمان بالوجود الإلهي كل ما يجب به الايمان على طبقاته ثم قال تحيتهم يوم يلقونه سلام أي إذا وقع اللقاء بشر بالسلامة أنه لا يشقى بعد اللقاء أبدا فلله رجال يلقونه في الحياة الدنيا ويبشرون بالسلام وثم من يلقاه إذا مات وثم من يلقاه عند البعث وثم من يلقاه في تفاصيل مواقف القيامة على كثرتها ومنهم من يلقاه بعد دخول النار وبعد عذابه فيها ومتى وقع اللقاء حياه الله بالسلام فلا يشقى بعد ذلك اللقاء فلهذا جعل السلام عند اللقاء ولم يعين وقتا مخصوصا لتفاوت الطبقات في لقائه فأخر لاق يلقاه المؤمن بوجوده خاصة فإنه قال بالمؤمنين ولم يقيد فلا نقيد وقوله وأعد لهم أجرا كريما كل أجر على قدر ما عنده من الايمان وأقلهم أجرا المؤمن بوجود الله إلها إلى ما هو أعظم في الايمان فصلاة الله رحمته بخلقه ولذا قال وكان بالمؤمنين رحيما وقال الرحمن على العرش استوى والعرش ما حوى ملكه كله مما وجد ورحمتي وسعت كل شئ وعرشه وسع كل شئ والنار ومن فيها من الأشياء والرحمة سارية في كل موجود فصلاة الحق كائنة على كل موجود والخلق صور خيالية محركهم الحق والناطق عنهم الحق فهم مصرفون تجري عليهم أحكام القدرة وهم محو في عين ثبوتهم وعدم في حال وجودهم أولئك هم الصامتون الناطقون والميتون الأحياء كحياة الشهداء فالعقل يشهد ما لا يشهد البصر فإقامة الصلاة الإلهية عموم رحمته بمخلوقاته فهي مخلوقة قال تعالى أعطى كل شئ خلقه والرحمة شئ وخلقها تعميمها وكذلك صلاة الملائكة تامة الخلقة فإنها دعت للذين تابوا كما ذكر وقالت أيضا وقهم السيئات فعمت فما تبقي أمر إلا دخل في صلاة الملائكة من طائع وعاص على أنواع الطاعات والمعاصي ( وصل ) وأما صلاة الإنسان والجن وهو قوله تعالى الذين يقيمون الصلاة فإقامة البشر لها أن تنسب إليهم بمعنى الرحمة كما نسبت إلى الحق وبمعنى الدعاء والرحمة كما نسبت إلى الملائكة وبمعنى الدعاء والرحمة وإتمام التكبير والقيام والركوع والسجود والجلوس كما ورد في الخبر فمن أتم ركوعها وسجودها وما شرع فيها وإن كان في جماعة مما تستحقه صلاة الجماعة والائتمام فقد أكمل خلقها وإن كان انتقص منها شئ كانت له بحسب ما انتقص منها والله لا يقبلها ناقصة فيضم بعض الصلوات إلى بعض فإن كانت له مائة صلاة وفيها نقص كملت بعضها من بعض وأدخلت على الحق كاملة فتصير المائة صلاة مثلا ثمانين صلاة أو خمسين أو عشرة أو زائدا على ذلك أو ناقصا عنه هكذا هي صلاة الثقلين ( وصل ) قال الله تعالى ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والطير صافات كل أي كل هؤلاء قد علم صلاته الضمير يعود على الله من قوله صلاته أي صلاة الله عليه بنفس وجوده ورحمته به في ذلك وقوله وتسبيحه الضمير يعود في تسبيحه على كل أي ما يسبح ربه به وهو صلاته له فوصف الحق نفسه بالصلاة وما وصف نفسه بالتسبيح فعم بهذه الآية العالم الأعلى والأسفل وما بينهما ( وصل ) من غيرة الله أن تكون لمخلوق على مخلوق منة لتكون المنة لله ما خلق مخلوقا إلا وجعل لمخلوق عليه يدا بوجه ما فإن أراد الفخر مخلوق على مخلوق بما كان منه إليه نكس رأسه ما كان من مخلوق آخر إليه فالعارفون مثل الأنبياء والرسل والكمل من العلماء بالله لا يخطر لهم ذلك لمعرفتهم بحقائق الأمور وما ربط الله به العالم وما يستحقه جلاله مما ينبغي أن يفرد به ولا يشارك فيه فنصب الأسباب وأوقف الأمور بعضها على بعض وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار عند

540

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 540
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست