responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 530


العلل والأمراض والتهدم تختلف عليها الأهواء والأمطار ويخربها مرور الليل والنهار والنشأة الآخرة التي بدلها وهي داره كما قد وصفها الشارع من كونهم لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون نزهها عن القذارات وأن تكون محلا تقبل الخراب أو تؤثر فيها الأهواء ثم يقول وأهلا خيرا من أهله فيقول قد فعلت فإن أهله في الدنيا كانوا أهل بغي وحسد وتدابر وتقاطع وغل وشحناء قال تعالى في الأهل الذي ينقلب إليه الميت ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين ثم يقول وزوجا خيرا من زوجه وكيف لا يكون خيرا وهن قاصرات الطرف مقصورات في الخيام ولا تشاهد في نظرها أحسن منه ولا يشاهد أحسن منها قد زينت له وزين لها وطيبت له وطيب لها كما قال تعالى في الجنة ويدخلهم الجنة عرفها لهم أي طيبها من أجلهم فلا يستنشقون منها إلا كل طيب ولا ينظرون منها إلا كل حسن فدعاؤهم في الصلاة على الميت مقبول لأنه دعاء بظهر الغيب وما من خير يدعون به في حق الميت إلا والملك يقول لهذا المصلي على جهة الخبر ولك بمثله ولك بمثليه نيابة عن الميت ومكافأة له للمصلي على صلاته عليه خبر صدق وقول حق فقد تحقق حصول الخير للمصلي والمصلى عليه فإنه ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الإنسان المؤمن إذا دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك له ولك بمثله ولك بمثليه إخبارا عن الله تعالى من هذا الملك لهذا الداعي وخبر الملك صدق لا يدخله مين فعلى الحقيقة إنما صلى على نفسه وما أحسنها من رقدة بين ربه عز وجل وبين المصلي عليه فإن كان المصلى عليه عارفا بربه محبوبا عنده حب من يكون الحق سمعه وبصره ولسانه فليس المصلي سوى ربه وليستقبل في الصلاة الرب عز وجل فيكون الميت في رقدته بين ربه وربه فما أعلاها من رقدة ليتها إلى الأبد فنسأل الله تعالى لنا ولإخواننا إذا جاء أجلنا أن يكون المصلي علينا عبدا يكون الحق سمعه وبصره ولسانه لنا ولإخواننا وأولادنا وآبائنا وأهلينا ومعارفنا وجميع المسلمين من الجن والإنس آمين بعزته وكرمه ولما كان حال الموت حال لقاء الميت ربه واجتماعه به لجمعه ما تفرق في سائر الكتب والصحف المنزلة واختص من القرآن الفاتحة لكونها مقسمة بالخبر الإلهي بين الله وبين عبده وقد سماها الشرع صلاة وقال قسمت الصلاة بيني وبين عبدي بنصفين وخص الفاتحة بالذكر دون غيرها من سور القرآن فتعينت قراءتها بكل وجه في الصلاة على الميت لكونها تتضمن ثناء ودعاء ولا بد لكل شافع أن يثني على المشفوع عنده بما يليق بالشفاعة وأي ثناء أعظم من الرحمن الرحيم والمدح محمود لذاته وثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا شئ أحب إلى الله تعالى من أن يمدح والله تعالى قد وصف عباده المؤمنين بالحامدين وذم ولعن من ذم جناب الله ونسب إليه ما لا يليق به من الفقر والبخل إذ قالت اليهود يد الله مغلولة كنت بذلك عن البخل فأكذبهم الله بقوله بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء فعم الكرم يديه فلا تيأسوا من روح الله فهذه عندنا من أرجى آية تقرأ علينا فتعين على الشافع أن يمدح ربه بلا شك فإنه أمكن لقبول الشفاعة مع الأذن فيها فما ثم مانع من القبول ورد في الخبر الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان غدا يوم القيامة وأراد أن يشفع يحمد الله أولا بين يدي الشفاعة بمحامد لا يعلمها الآن يقتضيها ذلك الموطن بحاله فإن الثناء على المشفوع عنده إنما يكون بحسب جنايات المشفوع فيهم فيقدم بين يدي شفاعته من الثناء على الله بحسب ما ينبغي له لذلك الموطن من مكارم الأخلاق وموطن القيامة ما شوهد الآن ولا وقع فلهذا قال لا أعلمها الآن ( وصل في فصل التسليم من الصلاة على الجنازة ) اختلف الناس فيه هل هو تسليمة واحدة أو اثنتان فالأكثر على أنه تسليمة واحدة وقالت طائفة يسلم تسليمتين وكذلك اختلفوا هل يجهر فيها بالسلام أو لا يجهر والذي أذهب إليه وأقول به إن حكم السلام من صلاة الجنازة في الإمام والمأموم حكم السلام من الصلاة سواء ولو كان وحده ( الاعتبار ) لما كان الشافع بين يدي المشفوع عنده وأقام المشفوع فيه بينه وبين ربه ليعين المشفوع فيه كما يحضر الشفيع نازلة من يشفع من أجلها بالذكر عند من يشفع عنده فأقام حضور الجاني بين يديه مقام النازلة التي كان يحضرها بالذكر لو لم يحضر الجاني فهو في حال غيبة عن كل من دون ربه بتوجهه إليه فإذا فرع من شفاعته رجع إلى الحاضرين عنده من بشر وملك وجان مؤمن فسلم عليهم كما يفعل في

530

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 530
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست