responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 488


عن الكمال كملت له من تطوعه فإن زاد التطوع حينئذ يصح اسم النافلة وما شهد الله بها لأحد إلا لرسوله صلى الله عليه وسلم فقال له أمرا ومن الليل فتهجد به نافلة لك وقال تعالى في الخبر الصحيح عنه ولا يزال العبد يتقرب إلي بالنوافل فسمى ما زاد على الفرائض نوافل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للأعرابي في تعليم ما بنى عليه الإسلام فذكر الفرائض فقال هل على غيرها قال عليه السلام لا إلا أن تطوع فسمى ما زاد على الفرائض تطوعا فالفرض عبودية اضطرار لأن المعصية تتحقق بفعله أو بتركه وما عداه فعبودية اختيار لكنه مختار في الدخول فيها ابتداء فإذا دخل فيها عندنا لزمته أحكام عبودية الاضطرار ولا بد وليس له أن يخرج عن حكمها حتى يفرع من تلك العبادة ولهذا لما قال له هل على غيرها قال له عليه السلام لا يعني أنه ما فرض الله عليك ابتداء من عنده إلا ما ذكرته لك إلا أن تطوع إلا أن تشرع أنت في أمثالها مما رغبك الحق فيه فإن تطوعت ودخلت فيها وجب عليك الوفاء بها كما وجب في فروض الأعيان فهذا معنى قوله لا إلا أن تطوع فيجب عليك ما أوجبته على نفسك وفي هذا الباب دخل النذر وأمثاله قال تعالى ولا تبطلوا أعمالكم فالوتر لمعرفة الحق في الأشياء كلها وركعتا الفجر للشكر لقيام الليل على ما وفق له وللنائم على قيامه إلى أداء فرض الصبح ودخول المسجد للسلام على الملك في بيته وقيام رمضان لكون رمضان اسما من أسماء الله فوجب القيام لذكر الملك قال يوم يقوم الناس لرب العالمين والكسوف للتجلي الذي يعطي الخشوع سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكسوف فقال ما تجلى الله لشئ إلا خشع له وهو ما يظهر لعين الرائي من التغير في الشمس أو القمر وإن لم يتغيرا في أنفسهما فأبدى الحق لعين الرائي ما في نفس الشمس والقمر في ذلك الزمان من الخشوع لله في صورة ذهاب النور بالحجاب النفسي الطبيعي في كسوف القمر وبالحجاب العلمي في كسوف الشمس والاستسقاء طلب الرحمة والعيدان تكرار التجلي وسجود القرآن الخضوع عند كلام الله ولهذا أمر بالإنصات والاستماع والصلاة على الميت العبد يتخذ الله وكيلا نائبا عنه فيما ملكه إياه شكرا على ما أولاه حين حرم من قيل له وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فأخرجه من أيديهم بغير اختيار منهم قال تعالى والذي خبث لا يخرج إلا نكدا والذين اتخذوا الله وكيلا صاروا أمواتا بين يديه ولهذا أعطاهم صفة التقديس وهي الطهارة فأمرنا بغسل الميت ليجمع بين الطهارتين فإنه في قبلة المصلي عليه بينه وبين الله فهو يناجي الله فيه له فإن المصلي على طهارة والحق هو القدوس وصار الميت بين الله وبين المصلي عليه فلا بد أن يكون طاهرا وطهارته المعنوية لا يشعر بها إلا أهل الكشف فأمر أهل الشرعية في ظاهر الحكم أن يغسل الميت حتى يتيقن من لا كشف له طهارته وسيأتي اعتباره في بابه إن شاء الله تعالى وصلاة الاستخارة وهي تعيين ما اختار الله لهذا العبد فعله أو تركه ليكون على بينة من ربه كما قال تعالى أفمن كان على بينة من ربه فهذه فائدة صلاة الاستخارة وستأتي في بابها إن شاء الله فلنذكر ما شرطناه فصلا فصلا إن شاء الله ليعرف الناس مقاصد العارفين في عباداتهم التي امتازوا بها عن العامة مع مشاركتهم في الأمر العام لجميع المكلفين والله الموفق لا رب غيره ( وصل في فصل صلاة الوتر ) خرج أبو داود عن أبي أيوب الأنصاري أنه صلى الله عليه وسلم قال الوتر حق على كل مسلم فمن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل وخرج أبو داود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يوتر بسبع وتسع وخمس والحديث العام بوتره صلى الله عليه وسلم ما خرجه عن عبد الله بن قيس قال قلت لعائشة بكم كان يوتر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت كان يوتر بأربع وثلاث وبست وثلاث وبثمان وثلاث وعشر وثلاث ولم يكن يوتر بأنقص من سبع ولا بأكثر من ثلاث عشرة ركعة وخرج النسائي عن ابن عمر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال صلاة المغرب وتر صلاة النهار فأوتروا صلاة الليل واختلف الناس في الوتر هل هو واجب أو سنة فمن قائل إنه واجب والواجب عند صاحب هذا القول بين الفرض والسنة ومن قائل إنه سنة مؤكدة وقد تقدم الكلام في حكمه وبقي الكلام في صفته ووقته والقنوت فيه وصلاته على الراحلة فلنذكر أو لا من أحاديث الأمر به ما تيسر ليتبين للناظر فيها الوجوب وعدم الوجوب فمن ذلك ما خرجه أبو داود عن خارجة بن حذافة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن

488

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 488
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست