responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 250


الكوراني كان بالجسر الأبيض رأيته وكان على هذا القدم وكذلك مسعود الحبشي رأيته بدمشق ممتزجا بين القبض والبسط الغالب عليه البهت وإن كان وارد لطف بسطهم رأيت من هذا الصنف جماعة كأبي الحجاج الغليري وأبي الحسن علي السلاوي والناس لا يعرفون ما ذهب بعقولهم شغلهم ما تجلى لهم عن تدبير نفوسهم فسخر الله لهم الخلق فهم مشتغلون بمصالحهم عن طيب نفس فأشهى ما إلى الناس أن يأكل واحد من هؤلاء عنده أو يقبل منه ثوبا تسخيرا إلهيا فجمع الله لهم بين الراحتين حيث يأكلون ما يشتهون ولا يحاسبون ولا يسألون وجعل لهم القبول في قلوب الخلق والمحبة والعطف عليهم واستراحوا من التكليف ولهم عند الله أجر من أحسن عملا في مدة أعمارهم التي ذهبت بغير عمل لأنه سبحانه هو الذي أخذهم إليه فحفظ عليهم نتائج الأعمال التي لو لم يذهب بعقولهم لعملوها من الخير كمن بات نائما على وضوء وفي نفسه أن يقوم من الليل يصلي فيأخذ الله بروحه فينام حتى يصبح فإن الله يكتب له أجر من قام ليلة لأنه الذي حبسه عنده في حال نومه فالمخاطب بالتكليف منهم وهو روحهم غائب في شهود الحق الذي ظهر سلطانه فيهم فما لهم أذن واعية لحفظ السماع من خارج وتعقل ما جاء به ولقد ذقت هذا المقام ومر على وقت أؤدي فيه الصلوات الخمس إماما بالجماعة على ما قيل لي بإتمام الركوع والسجود وجميع أحوال الصلاة من أفعال وأقوال وأنا في هذا كله لا علم لي بذلك لا بالجماعة ولا بالمحل ولا بالحال ولا بشئ من عالم الحس لشهود غلب على غبت فيه عني وعن غيري وأخبرت أني كنت إذا دخل وقت الصلاة أقيم الصلاة وأصلي بالناس فكان حالي كالحركات الواقعة من النائم ولا علم له بذلك فعلمت إن الله حفظ على وقتي ولم يجر على لساني ذنب كما فعل بالشبلي في ولهه لكنه كان الشبلي يرد في أوقات الصلوات على ما روى عنه فلا أدري هل كان يعقل رده أو كان مثل ما كنت فيه فإن الراوي ما فصل فلما قيل للجنيد عنه قال الحمد لله الذي لم يجر عليه لسان ذنب إلا أني كنت في أوقات في حال غيبتي أشاهد ذاتي في النور الأعم والتجلي الأعظم بالعرش العظيم يصلي بها وأنا عرى عن الحركة بمعزل عن نفسي وأشاهدها بين يديه راكعة وساجدة وأنا أعلم أني أنا ذلك الراكع والساجد كرؤية النائم واليد في ناصيتي وكنت أتعجب من ذلك واعلم أن ذلك ليس غيري ولا هو أنا ومن هناك عرفت المكلف والتكليف والمكلف اسم فاعل واسم مفعول فقد أبنت لك حالة المأخوذين عنهم من المجانين الإلهيين إبانة ذائق بشهود حاصل والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الباب الخامس والأربعون في معرفة من عاد بعد ما وصل ومن جعله يعود ) وجودك عن تدبير أمر محقق * وتفصيل آيات لو أنك تعقل فيا أيها الإنسان ما غر ذاتكم * برب يرى الأشياء تعلو وتسفل فإن كنت ذا عقل وفهم وفطنة * علمت الذي قد كنت بالأمس تجهل وذلك أن تدري بأنك قابل * لقرب وبعد بالذي أنت تعمل فخف رب تدبير وتفصيل مجمل * فذاك الذي بالعبد أولى وأجمل إذا كان هذا حالك اليوم دائبا * لعل بشارات بسعدك تحصل فإن جلال الحق يعظم قدره * وفي الخلق يقضي ما يشاء ويفصل إذا أخذ المولى قلوب عباده * إليه ويقضي ما يشاء ويعدل فمن شاء أبقاه لديه مكرما * ورد الذي قد شاء لما كان يأمل وذاك نبي أو رسول ووارث * وما ثم إلا هؤلاء فأجملوا ولم يبق إلا واحد وهو وارث * والاثنان قد راحا فما لك تعدل فسبحان من خص الولي براحة * ليغبطه فيها الذي هو أفضل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء ما ورثوا دينارا ولا درهما ورثوا العلم ولما كانت حالته صلى الله عليه وسلم في ابتداء أمره صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى وفقه لعبادته بملة إبراهيم الخليل عليه السلام

250

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست