responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 162


اعلم أيدك الله أن كل ما في العالم منتقل من حال إلى حال فعالم الزمان في كل زمان منتقل وعالم الأنفاس في كل نفس وعالم التجلي في كل تجل والعلة في ذلك قوله تعالى كل يوم هو في شأن وأيده بقوله تعالى سنفرغ لكم أيها الثقلان وكل إنسان يجد من نفسه تنوع الخواطر في قلبه في حركاته وسكناته فما من تقلب يكون في العالم الأعلى والأسفل إلا وهو عن توجه إلهي بتجل خاص لتلك العين فيكون استناده من ذلك التجلي بحسب ما تعطيه حقيقته واعلم أن المعارف الكونية منها علوم مأخوذة من الأكوان ومعلوماتها أكوان وعلوم تؤخذ من الأكوان ومعلوماتها نسب والنسب ليست بأكوان وعلوم تؤخذ من الأكوان ومعلومها ذات الحق وعلوم تؤخذ من الحق ومعلومها الأكوان وعلوم تؤخذ من النسب ومعلومها الأكوان وهذه كلها تسمى العلوم الكونية وهي تنتقل بانتقال معلوماتها في أحوالها وصورة انتقالها أيضا إن الإنسان يطلب ابتداء معرفة كون من الأكوان أو يتخذ دليلا على مطلوبه كونا من الأكوان فإذا حصل له ذلك المطلوب لاح له وجه الحق فيه ولم يكن ذلك الوجه مطلوبا له فتعلق به هذا الطالب وترك قصده الأول وانتقل العلم يطلب ما يعطيه ذلك الوجه فمنهم من يعرف ذلك ومنهم من هو حاله هذا ولا يعرف ما انتقل عنه ولا ما انتقل إليه حتى إن بعض أهل الطريق زل فقال إذا رأيتم الرجل يقيم على حال واحدة أربعين يوما فاعلموا أنه مراء يا عجبا وهل تعطي الحقائق أن يبقى أحد نفسين أو زمانين على حال واحدة فتكون الألوهية معطلة الفعل في حقه هذا ما لا يتصور إلا أن هذا العارف لم يعرف ما يراد بالانتقال بكون الانتقال كان في الأمثال فكان ينتقل مع الأنفاس من الشئ إلى مثله فالتبست عليه الصورة بكونه ما تغير عليه من الشخص حاله الأول في تخبله كما يقال فلان ما زال اليوم ماشيا وما قعد ولا شك أن المشي حركات كثيرة متعددة وكل حركة ما هي عين الأخرى بل هي مثلها وعلمك ينتقل بانتقالها فيقول ما تغير عليه الحال وكم تغيرت عليه من الأحوال ( فصل ) وأما انتقالات العلوم الإلهية فهو الاسترسال الذي ذهب إليه أبو المعالي إمام الحرمين والتعلقات التي ذهب إليها محمد بن عمر بن الخطيب الرازي وأما أهل القدم الراسخة من أهل طريقنا فلا يقولون هنا بالانتقالات فإن الأشياء عند الحق مشهودة معلومة الأعيان والأحوال على صورها التي تكون عليها ومنها إذا وجدت أعيانها إلى ما لا يتناهى فلا يحدث تعلق على مذهب ابن الخطيب ولا يكون استرسال على مذهب إمام الحرمين رضي الله عن جميعهم والدليل العقلي الصحيح يعطي ما ذهبنا إليه وهذا الذي ذكره أهل الله ووافقنا هم عليه يعطيه الكشف من المقام الذي وراء طور العقل فصدق الجميع وكل قوة أعطت بحسبها فإذا أوجد الله الأعيان فإنما أوجدها لها لا له وهي على حالاتها بأماكنها وأزمنتها على اختلاف أمكنتها وأزمنتها فيكشف لها عن أعيانها وأحوالها شيئا بعد شئ إلى ما لا يتناهى على التتالي والتتابع فالأمر بالنسبة إلى الله واحد كما قال تعالى وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر والكثرة في نفس المعدودات وهذا الأمر قد حصل لنا في وقت فلم يختل علينا فيه وكان الأمر في الكثرة واحدا عندنا ما غاب ولا زال وهكذا شهده كل من ذاق هذا فهم في المثال كشخص واحد له أحوال مختلفة وقد صورت له صورة في كل حال يكون عليها هكذا كل شخص وجعل بينك وبين هذه الصور حجاب فكشف لك عنها وأنت من جملة من له فيها صورة فأدركت جميع ما فيها عند رفع الحجاب بالنظرة الواحدة فالحق سبحانه ما عدل بها عن صورها في ذلك الطبق بل كشف لها عنها وألبسها حالة الوجود لها فعاينت نفسها على ما تكون عليه أبدا وليس في حق نظرة الحق زمان ماض ولا مستقبل بل الأمور كلها معلومة له في مراتبها بتعداد صورها فيها ومراتبها لا توصف بالتناهي ولا تنحصر ولا حد لها تقف عنده فهكذا هو إدراك الحق تعالى للعالم ولجميع الممكنات في حال عدمها ووجودها فعليها تنوعت الأحوال في خيالها لا في علمها فاستفادت من كشفها لذلك علما لم يكن عندها لا حالة لم تكن عليها فتحقق هذا فإنها مسألة خفية غامضة تتعلق بسر القدر القليل من أصحابنا من يعثر عليها وأما تعلق علمنا بالله تعالى فعلى قسمين معرفة بالذات الإلهية وهي موقوفة على الشهود والرؤية لكنها رؤية من غير إحاطة ومعرفة بكونه إلها وهي موقوفة على أمرين أو أحدهما وهو الوهب والأمر الآخر النظر والاستدلال وهذه هي المعرفة المكتسبة وأما العلم بكونه مختارا فإن الاختيار يعارضه

162

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 162
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست