responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 149


عمارها كما خلق آدم من تراب وعمر به وببنيه الأرض وقسم في هذا الكرسي الكريم الكلمة إلى خبر وحكم وهما القدمان اللتان تدلتا له من العرش كما ورد في الخبر النبوي ثم خلق في جوف الكرسي الأفلاك فلكا في جوف فلك وخلق في كل فلك عالما منه يعمرونه سماهم ملائكة يعني رسلا وزينها بالكواكب وأوحى في كل سماء أمرها إلى أن خلق صور المولدات ولما أكمل الله هذه الصور النورية والعنصرية بلا أرواح تكون غيبا لهذه الصور تجلى لكل صنف من الصور بحسب ما هي عليه فتكون عن الصور وعن هذا التجلي أرواح الصور وهي المسألة الثانية فخلق الأرواح وأمرها بتدبير الصور وجعلها غير منقسمة بل ذاتا واحدة وميز بعضها عن بعض فتميزت وكان ميزها بحسب قبول الصور من ذلك التجلي وليست الصور بأينيات لهذه الأرواح على الحقيقة إلا أن هذه الصور لها كالملك في حق الصور العنصرية وكالمظاهر في حق الصور كلها ثم أحدث الله الصور الجسدية الخيالية بتجل آخر بين اللطائف والصور تتجلى في تلك الصور الجسدية الصور النورية والنارية ظاهرة للعين وتتجلى الصور الحسية حاملة للصور المعنوية في هذه الصور الجسدية في النوم وبعد الموت وقبل البعث وهو البرزخ الصوري وهو قرن من نور أعلاه واسع وأسفله ضيق فإن أعلاه الصماء وأسفله الأرض وهذه الأجساد الصورية التي يظهر فيها الجن والملائكة وباطن الإنسان وهي الظاهرة في النوم وصور سوق الجنة وهي هذه الصور التي تعمر الأرض التي تقدم الكلام عليها في بابها ثم إن الله تعالى جعل لهذه الصور ولهذه الأرواح غذاء وهو المسألة الثالثة يكون بذلك الغذاء بقاؤهم وهو رزق حسي ومعنوي فالمعنوي منه غذاء العلوم والتجليات والأحوال والغذاء المحسوس معلوم وهو ما تحمله صور المطعومات والمشروبات من المعاني الروحانية أعني القوي فذلك هو الغذاء فالغذاء كله معنوي على ما قلناه وإن كان في صور محسوسة فتتغذى كل صورة نورية كانت أو حيوانية أو جسدية بما يناسبها وتفصيل ذلك يطول ثم إن الله جعل لكل عالم مرتبة في السعادة والشقاء ومنزلة وتفاصيلها لا تنحصر فسعادتها بحسبها فمنها سعادة غرضية ومنها سعادة كمالية ومنها سعادة ملائمة ومنها سعادة وضعية أعني شرعية والشقاوة مثل ذلك في التقسيم بما لا يوافق الغرض ولا الكمال ولا المزاج وهو غير الملائم ولا الشرع وذلك كله محسوس ومعقول فالمحسوس منه ما يتعلق بدار الشقاء من الآلام في الدنيا والآخرة ويتعلق بدار السعادة من اللذات في الدنيا والآخرة ومنه خالص وممتزج فالخالص يتعلق بالدار الآخرة والممتزج يتعلق بالدار الدنيا فيظهر السعيد بصورة الشقي والشقي بصورة السعيد وفي الآخرة يمتازون وقد يظهر الشقي في الدنيا بشقاوته ويتصل بشقاء الآخرة وكذلك السعيد ولكنهم مجهولون وفي الآخرة يمتازون وامتازوا اليوم أيها المجرمون فهنا لك تلحق المراتب بأهلها لحوقا لا ينخرم ولا يتبدل فقد بان لك معنى الثمانية التي هي مجموع الملك المعبر عنه بالعرش وهذه هي المسألة الرابعة فقد بان لك معنى الثمانية وهذه الثمانية للنسب الثمانية التي يوصف بها الحق وهي الحياة والعلم والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر وإدراك المطعوم والمشموم والملموس بالصفة اللائقة به فإن لهذا الإدراك بها تعلقا كإدراك السمع بالمسموعات والبصر بالمبصرات ولهذا انحصر الملك في ثمانية فالظاهر منها في الدنيا أربعة الصورة والغذاء والمرتبتان ويوم القيامة تظهر الثمانية بجميعها للعيان وهو قوله تعالى ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية فقال صلى الله عليه وسلم وهم اليوم أربعة هذا في تفسير العرش بالملك وأما العرش الذي هو السرير فإن لله ملائكة يحملونه على كواهلهم هم اليوم أربعة وغدا يكونون ثمانية لأجل الحمل إلى أرض الحشر وورد في صور هؤلاء الأربعة الحملة ما يقاربه قول ابن مسرة فقيل الواحد على صورة الإنسان والثاني على صورة الأسد والثالث على صورة النسر والرابع على صورة الثور وهو الذي رآه السامري فتخيل أنه إله موسى فصنع لقومه العجل وقال هذا إلهكم وإله موسى القصة والله يقول الحق وهو يهدي السبيل ( الباب الرابع عشر ) في معرفة أسرار الأنبياء أعني أنبياء الأولياء وأقطاب الأمم المكملين من آدم ع إلى محمد صلى الله عليه وسلم وأن القطب واحد منذ خلقه الله لم يمت وأين مسكنه

149

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 149
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست