responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 138


صلى الله عليه وسلم وسيادته وعموم رسالته باطنا من زمان آدم إلى وقت هذا المكاشف فآمن به في عالم الغيب على شهادة منه وبينة من ربه وهو قوله تعالى أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه يشهد له في قلبه بصدق ما كوشف به فهذا يحشر يوم القيامة في ضنائن خلقه وفي باطنية محمد صلى الله عليه وسلم ومنهم من تبع ملة حق ممن تقدمه كمن تهود أو تنصر أو اتبع ملة إبراهيم أو من كان من الأنبياء لما علم واعلم أنهم رسل من عند الله يدعون إلى الحق لطائفة مخصوصة فتبعهم وآمن بهم وسلك سننهم فحرم على نفسه ما حرمه ذلك الرسول وتعبد نفسه مع الله بشريعته وإن كان ذلك ليس بواجب عليه إذ لم يكن ذلك الرسول مبعوثا إليه فهذا يحشر مع من تبعه يوم القيامة ويتميز في زمرته في ظاهريته إذ كان شرع ذلك النبي قد تقرر في الظاهر ومنهم من طالع في كتب الأنبياء شرف محمد صلى الله عليه وسلم ودينه وتواب من اتبعه فآمن به وصدق على علم وإن لم يدخل في شرع نبي ممن تقدم وأتى مكارم الأخلاق فهذا أيضا يحشر في المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم لا في العاملين ولكن في ظاهريته صلى الله عليه وسلم ومنهم من آمن بنبيه وأدرك نبوة محمد صلى الله عليه وسلم فآمن به فله أجران وهؤلاء كلهم سعداء عند الله ومنهم من عطل فلم يقر بوجود عن نظر قاصر ذلك القصور هو بالنظر إليه غاية قوته لضعف في مزاجه عن قوة غيره ومنهم من عطل لا عن نظر بل عن تقليد فذلك شقي مطلق ومنهم من أشرك عن نظر أخطأ فيه طريق الحق مع بذل المجهود الذي تعطيه قوته ومنهم من أشرك لا عن استقصاء نظر فذلك شقي ومنهم من أشرك عن تقليد فذلك شقي ومنهم من عطل بعد ما أثبت عن نظر بلغ فيه أقصى القوة التي هو عليها لضعفها ومنهم من عطل بعد ما أثبت لا عن استقصاء في النظر أو تقليد فذلك شقي فهذه كلها مراتب أهل الفترة الذين ذكرناهم في هذا الباب ( الباب الحادي عشر في معرفة آبائنا العلويات وأمهاتنا السفليات ) أنا ابن آباء أرواح مطهرة * وأمهات نفوس عنصريات ما بين روح وجسم كان مظهرنا * عن اجتماع بتعنيق ولذات ما كنت عن واحد حتى أوحده * بل عن جماعة آباء وأمات هم للإله إذا حققت شأنهمو * كصانع صنع الأشياء بآلات فنسبة الصنع للنجار ليس لها * كذاك أوجدنا رب البريات فيصدق الشخص في توحيد موجدة * ويصدق الشخص في إثبات علات فإن نظرت إلى الآلات طال بنا * إسناد عنعنة حتى إلى الذات وإن نظرت إليه وهو يوجدنا * قلنا بوحدته لا بالجماعات إني ولدت وحيد العين منفردا * والناس كلهمو أولاد علات اعلم أيدك الله أنه لما كان المقصود من هذا العالم الإنسان وهو الإمام لذلك أضفنا الآباء والأمهات إليه فقلنا آباؤنا العلويات وأمهاتنا السفليات فكل مؤثر أب وكل مؤثر فيه أم هذا هو الضابط لهذا الباب والمتولد بينهما من ذلك الأثر يسمى ابنا ومولدا وكذلك المعاني في إنتاج العلوم إنما هو بمقدمتين تنكح إحداهما الأخرى بالمفرد الواحد الذي يتكرر فيهما وهو الرابط وهو النكاح والنتيجة التي تصدر بينهما هي المطلوبة فالأرواح كلها آباء والطبيعة أم لما كانت محل الاستحالات وتتوجه هذه الأرواح على هذه الأركان التي هي العناصر القابلة للتغيير والاستحالة تظهر فيها المولدات وهي المعادن والنبات والحيوان والجان والإنسان أكملها وكذلك جاء شرعنا أكمل الشرائع حيث جرى مجرى الحقائق الكلية فأوتي جوامع الكلم واقتصر على أربع نسوة وحرم ما زاد على ذلك بطريق النكاح الموقوف على العقد فلم يدخل في ذلك ملك اليمين وأباح ملك اليمين في مقابلة الأمر الخامس الذي ذهب إليه بعض العلماء كذلك الأركان من عالم الطبيعة أربعة وبنكاح العالم العلوي لهذه الأربعة يوجد الله ما يتولد فيها واختلفوا في ذلك على ستة مذاهب ( فطائفة ) زعمت أن كل واحد من هذه الأربعة أصل في نفسه وقالت طائفة ركن النار هو الأصل

138

نام کتاب : الفتوحات المكية نویسنده : إبن عربي    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست