في أثناء مقامه في المغرب . [1] ونستطيع ، في ضوئها ، أن يحكم على تطور تفكيره ؛ وأن نفصل في أمر بعض الكتب المشكوك في نسبتها إليه . ومن هذه المؤلفات ما لم يعثر عليه بعد ، ولم يبق لنا منه إلا تلك الإشارات العابرة التي وردت في « الفتوحات » .
و لن نقف ، عند هذه المؤلفات ، ونعتقد أنه بعد نشر « الفتوحات » كلها نشراً دقيقاً ، سيحرر كثير من أسماء كتب ابن عربي ؛ وسيحدد ما أمكن تاريخ تأليفها . ونكتفي بأن نشير إلى مثل واحد كان موضع أخذ ورد ، وهو كتاب « الجمع والتفصيل في معاني التنزيل » . - وهو ، دون نزاع ، نم وضع ابن عربي في المغرب . ويدور حول عدد الحروف في أوائل السور ، ويبين لمَ وصل بعضها وقطع بعضها الآخر ؟ وما مدلولها ؟ فهو متصل بمنهج ابن عربي في التأويل الباطني . ولكنه اختلط بكتاب آخر اسمه « التفسير الكبير » أو « كشف الأسرار وهتك الأستار » الذي توجد منه مخطوطات عدة في مكتبات استامبول ، نسب بعضها إلى ابن عربي ، وبعضها الآخر لسواه . ونرجح أنه ليس من صنعه ، وأنه من وضع أناس عاشوا في القاهرة ودمشق في أخريات القرن السابع الهجري .
( ح ) منهج التحقيق أشرنا من قبل إلى أن كتاب « الفتوحات » عنى به الناسخون من قديم ، وأقبل على شراء نسخه عشاق الكتب وطلاب البحث . ومخطوطاته كثيرة تبلغ عشرات المئات . وهى موزعة بين خزائن المشرق والمغرب ؛ وقلّ أن تخلو منها مكتبة من المكتبات الكبرى أو الصغرى . وفي دار كتب السليمانية باستامبول ما يزيد على مائة نسخة ، وقفنا بأنفسنا على عشرات منها . ومنها ما يعاصر المؤلف ، ويعتمد على النسخة الأولى أو الثانية التي كتبت بيده . ومنها ما يشتمل على الكتاب كله ؛ أو على جزء منه . وأغلبها في حال جيدة وبخط نسخي واضح .
و قد عوّلنا في تحقيق نص « الفتوحات » على أصول أربعة : ثلاثة ، مخطوطة ؛ والرابع ، مطبوع . وهى :
1 - مخطوط قونية الذي رمزنا له بحرف ( k ) . وهو عمدتنا في إقامة النص النهائي « للفتوحات » لقدمه وكماله ووضوح خطه . ولعله أقدم مخطوط كامل ، وصل إلينا حتى الآن . ويصعد إلى الدين القونوي ( 672 ه ) ، تلميذ الشيخ الأكبر

[1] - المصدر السابق ، قس الفهارس العامة ، فهرس « كتب المؤلف الواردة في السفر الأول » .

34