نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 332
في المحدث لا في ذاتها . وهي ، بالنظر إليها ، لا موجودة ولا معدومة . وإذا لم تكن موجودة ، لا تتصف بالقدم ولا بالحدوث ، كما سيأتي ذكرها في الباب السادس من هذا الكتاب ، ولها ما شاكلها من جهة قبولها للصور ، لا من جهة قبولها للحدوث والقدم . فان الذي يشبهها موجود ، وكل موجود إما محدث وهو الخلق ، وأما محدث - اسم فاعل - وهو الخالق . ( 635 ) ولما كانت ( حقيقة الحقائق ) تقبل القدم والحدوث ، كان الحق يتجلى لعباده على ما شاءه من صفاته . ولهذا السبب ينكره قوم في الدار الآخرة ، لأنه - تعالى ! - تجلى لهم في غير الصورة والصفة التي عرفوها منه . وقد تقدم طرف منه في الباب الأول من هذا الكتاب . - فيتجلى للعارفين على قلوبهم ( في الدنيا ) وعلى ذواتهم في الآخرة عموما - فهذا وجه من وجوه الشبه . وعلى التحقيق الذي لاخفاء به عندنا ، أن حقائقها ( أي الصفات الإلهية ) هي المتجلية للصنفين في الدارين ، لمن عقل أو فهم من الله - تعالى - المرئي في الدنيا بالقلوب ، و ( في الآخرة ب ) الأبصار ، مع أنه - سبحانه - منبئ عن عجز العباد عن درك كنهه فقال : لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ( فهو ) لطيف بعباده بتجليه لهم على قدر طاقتهم ، ( وهو ) خبير بضعفهم عن حمل تجليه الأقدس على ما تعطيه الألوهة . إذ لا طاقة للمحدث على حمل جمال القديم . كما لا طاقة للأنهار بحمل البحار . فان البحار تفنى أعيانها ، سواء وردت
332
نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 332