نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 240
ظاهر ، لأنه بذاته أزلي ، لا أول له ، ولا مفتتح لوجوده في ذاته ، بلا ريب ولا شك . ولبعض المحققين ، كلام في الإنسان الأزلي . فنسب الإنسان إلى الأزل . ( 391 ) فالإنسان خفى فيه الأزل فجهل ، لأن الأزل ليس ظاهرا ( به ) في ذاته . وإنما صح فيه الأزل لوجه ما ، من وجوه وجوده . منها ، أن الموجود يطلق عليه الوجود في أربع مراتب : وجود في الذهن ، ووجود في العين ، ووجود في اللفظ ، ووجود في الرقم . وسيأتي ذكر هذا ، في هذا الكتاب ، إن شاء الله ! فمن جهة وجوده ( أي الإنسان ) على صورته ( على صورة الحق ) التي وجد عليها في عينه ، في العلم القديم الأزلي ، المتعلق به في حال ثبوته ، فهو موجود أزلا أيضا . كأنه ( أي الإنسان ، موجود ) بعناية العلم ( الأزلي ) المتعلق به : كالتحيز للعرض ، بسبب قيامه بالجوهر ، فصار متحيزا بالتبعية . ( 392 ) فلهذا خفى فيه ( أي في الإنسان ) الأزل . ولحقائقه أيضا ، الأزلية ، المجردة عن الصورة المعينة المعقولة ، التي تقبل القدم والحدوث ، على حسب ما شرحنا ذلك في كتاب « إنشاء الدوائر والجداول » . فانظره هناك ، تجده مستوفى . وسنذكر منه طرفا في هذا الكتاب ، في بعض الأبواب ، إذا مست الحاجة إليه . ( 393 ) وظهور ما ذكرناه ، من سر الأزل في النون ، هو في الصاد والضاد أتم وأمكن ، لوجود كمال الدائرة .
240
نام کتاب : الفتوحات المكية ( ط.ج ) نویسنده : إبن عربي جلد : 1 صفحه : 240