responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 95


وإن كانت تؤلّف الأساس الفكري لسقراط وإفلاطون - بل هي موجودة في فطرة التفكير البشري السليم ، إلاّ أنّ الفضل في تدوينها وتبويبها وإخراجها إلى عالم الوجود ، بالنحو الذي نعرفه في المنطق الأرسطي ، يعود إلى « المعلِّم الأوّل » ، هذا مضافاً إلى دوره في إرساء أركان المدرسة الفلسفيّة العميقة التي وضع أُسسها ، وما تزال عدّة من أصولها وقواعدها خالدة وباقية إلى يومنا هذا ، لم تستطع كلّ العواصف الفكرية والفلسفيّة أن تنتقص من سلطتها المطلقة على مدى هذه القرون المتمادية .
وعندما انتقلت أصول الفلسفة المشائية من خلال ترجمة الفلسفات اليونانية إلى اللغة العربية ، نجد أنّ فيلسوف العرب « يعقوب بن إسحاق الكندي » كان في طليعة الفلاسفة الإسلاميّين الذين حاولوا فهم وهضم هذه الفلسفات ، إلاّ أنّ دوره لم يتجاوز الشرح والتفسير بالنحو الذي يجعلها متطابقة مع الأفكار الأساسيّة في الدِّين الإسلامي .
وهكذا كانت الحركة الفكرية في العصر الإسلامي تمضي في نقل أفكار الفلاسفة السابقين وشرحها ، حتّى انتهى الأمر إلى ظهور عَلَمين كبيرين في تاريخ الفلسفة الإسلاميّة هما : « أبو نصر الفارابي » الملقّب ب‌ « المعلِّم الثاني » ، و « أبو علي سينا » المقلّب ب‌ « الشيخ الرئيس » أي رئيس المدرسة المشّائية في الفكر الفلسفي في العصر الإسلامي ، حيث استطاع هذان العلمان تطوير كثير من الأصول الفلسفيّة فيها بعد هضم تلك الفلسفات ونقدها ، حتّى بلغت نضجها وكمالها المطلوب .
ولا نبالغ إذا قلنا إنّه لم يكن للفلسفة قبلهما - بصيغتها الجديدة -

95

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 95
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست