نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 57
وقال ذو النون المصري : « الصوفي هو الذي يكون في نطقه بيان لحقائق نفسه ، وفي سكوته يكون فعله مثالاً عن حاله ، وعندما تقطع علائقه - الدنيويّة - يصبح ناطقاً » [1] . ويقول أبو الحسن الثوري : « التصوّف هو الابتعاد وترك العلائق النفسانيّة ، فالمتصوّفة هم الذين أطلقوا أنفسهم من كدر البشريّة ، وتخلّصوا من الآفات النفسانيّة وهواها ، وذلك من أجل أن يكونوا في مقدّمة الصفّ ، وفي أعلى عليّين مطمئنّين إلى جانب الحقّ فارّين من غيره . . . » [2] . ويقول أبو عبد الله الشبلي [3] : « الصوفي هو الذي لا يرى شيئاً في العالمين غير الله » [4] . وقوله العالمين أي : عالم الدُّنيا والآخرة . ويقول الجنيد [5] :
[1] كشف المحجوب ، مصدر سابق : ص 41 ، وقوله : يصبح ناطقاً ، يعني : نطقه وكلامه هو كلام الخالق وإفاضاته . [2] المصدر نفسه : ص 42 . [3] الشبلي هو محمّد بدر الدِّين أبو عبد الله ( 946 م - 986 م ) من كبار الصوفيّة ، كان والياً في دنباوند ، فارق الدُّنيا وهو في الأربعين من عمره ، أصله من خراسان الإيرانية ونسبته إلى قرية شبلة ، ولد بسامراء وتوفّي في بغداد ، وفي اسمه اختلاف كبير . [4] كشف المحجوب ، مصدر سابق : ص 66 . [5] هو الجنيد بن محمّد ( أبو القاسم الزجاج القواريري ) ( ت 910 م ) صوفي وزاهد بغدادي ، ولد وتوفّي ببغداد ، تلقّى العلوم الفقهيّة عن سفيان الثوري ، والعلوم الصوفيّة عن خاله السري القسطي سيّد الطريقة الصوفيّة . حجّ ثلاثين حجّة ماشياً . أتباعه = = ومريدوه لا يحصيهم العدد ، وهم منتشرون في أنحاء العالم .
57
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 57