نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 379
معصية ، وإذا رضي العبد من ربّه رضي الربّ منه ، إذ لا يسخطه تعالى إلاّ خروج العبد من زيّ العبوديّة ، فإذا لزم طريق العبوديّة استوجب ذلك رضى ربّه ، ولذا عقّب قوله : « راضية » بقوله : « مرضيّة » . وقوله تعالى : * ( فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي ) * تفريع على قوله : * ( ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ ) * وفيه دلالة على أنّ صاحب النفس المطمئنة في زمرة عباد الله حائز مقام العبوديّة ، وذلك أنّه لمّا اطمأن إلى ربّه انقطع عن دعوى الاستقلال ورضي بما هو الحقّ من ربّه ، فرأى ذاته وصفاته وأفعاله ملكاً طلقاً لربّه ، فلم يرد فيما قدّر وقضى ولا فيما أمر ونهى إلاّ ما أراده ربّه ، وهذا ظهور العبوديّة التامّة في العبد . ففي قوله : * ( فَادخُلِى فِى عِبَدِى ) * تقرير لمقام عبوديّتها ، وفي قوله : * ( وَادخُلِى جَنَّتِى ) * تعيين لمستقرّها . وفي إضافة الجنّة إلى ضمير التكلّم تشريف خاصّ ، ولا يوجد في كلامه - تعالى - إضافة الجنّة إلى نفسه - تعالى وتقدّس - إلاّ في هذه الآية . أمّا فضيلة الرِّضا في النصوص الروائيّة فهي كثيرة : * روي أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله سأل طائفة من أصحابه : ما أنتم ؟ فقالوا : مؤمنون . فقال : ما علامة إيمانكم ؟ قالوا : نصبر عند البلاء ونشكر عند الرخاء ، ونرضى بمواقع القضاء . فقال صلّى الله عليه وآله : مؤمنون وربّ الكعبة . وفي خبر آخر أنّه قال : « حكماء علماء كادوا من فقههم أن يكونوا أنبياء » [1] . * وقال صلّى الله عليه وآله أيضاً : « إذا أحبّ الله عبداً ابتلاه ، فإن صبر اجتباه ، فإن رضي اصطفاه » [2] .
[1] مقامات القلب : ج 1 ، ص 230 . [2] مقامات القلب : ص 223 .
379
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 379