نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 368
* فإن كان حبس النفس لمصيبة سمّي صبراً لا غير ، ويضادّه الجزع . * وإن كان في محاربة سُمّي شجاعة ، ويضادّه الجُبن . * وإن كان في نائبة مُضجرة سُمّي رَحْب الصدر ويضادّه الضَجَر . * وإن كان في إمساك الكلام سُمّي كتماناً ويضادّه المذلُ » [1] . وقال الأنصاري في « منازل السائرين » : « والصبر حبس النفس على جَزَع كامن عن الشكوى ، وهو من أصعب المنازل على العامّة ، وأوحشها في طريق المحبّة » . أي « حبس النفس » عن إظهار الجزع بالشكاية إلى الغير ، مع كمون الجزع في الباطن . وإنّما اعتبر فيه كمون الجزع ، لأنّه لو لم يكن الجزع كامناً في الباطن لم يكن حبساً للنفس ، فلم يكن صبراً بل كان رضاءً . والمراد « بالشكوى » الشكاية إلى غير الحقّ ، لأنّ الشكوى إلى الله في باب الصبر محمودة ، ألا ترى أيّوب عليه السلام كيف شكا إلى ربّه بقوله : * ( أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ) * [2] ، مع أنّ الله تعالى مَدَحهُ بقوله : * ( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) * [3] ، ويعقوب عليه السلام بقوله : * ( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ) * [4] مع أنّه كان من الصابرين . من هنا ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وآله أنّه قال : « قلت : يا جبرئيل ما
[1] المفردات في غريب القرآن ، مصدر سابق ، مادّة « صبر » : ص 273 . [2] ص : 41 . [3] ص : 44 . [4] يوسف : 86 .
368
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 368