نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 351
إسم الكتاب : العرفان الشيعي ( عدد الصفحات : 410)
كانت قلوبهم مستغرقة بذكر الله ومتعلّقة بجلال الله ومتوجّهة إلى كمال الله ، وكانت أتمّ القلوب صفاءً وأكثرها ضياءً وأغرقها عرفاناً وأعرفها إذعاناً وأكملها إيقاناً ، كانوا إذا انحطّوا عن تلك المرتبة العليا ونزلوا عن تلك الدرجة الرفيعة إلى الاشتغال بالمأكل والمشرب والتناكح والصحبة مع بني نوعهم وغير ذلك من المباحات ، أسرعت كدورة إليها ، لكمال رقّتها وفرط نورانيّتها ، فإنّ الشيء كلّما كان أرقّ وأنضر ، كان تأثّره بالكدورات أبين وأظهر ، فعدّوا ذلك ذنباً وخطيئة ، فتابوا واستغفروا ، وإليه الإشارة في قوله صلّى الله عليه وآله : « إنّه ليُران ( من الرَّين ) على قلبي فأستغفر الله سبعين مرّة » [1] . والقرينة على حمل هذه الآيات والروايات على المرتبة الثالثة من الذنب ، ولا أقلّ في بعضها على المرتبة الثانية ، هو أنّ الأنبياء عليهم السلام بعد أن ثبتت عصمتهم بأدلّة قرآنية واضحة وقاطعة [2] لا يتأتّى أن تصدر عنهم المعصية ويقترفوا الذنب ، بمعنى مخالفة مادّة من المواد الدينيّة التي هم المرسلون للدعوة إليها ، والقائمون قولاً وفعلاً بالتبليغ لها ، والمفترض طاعتهم من عند الله ، ولا معنى لافتراض طاعة من لا يؤمن وقوع المعصية منه . وهذا ما أكّدته الآيات القرآنية بطرق مختلفة ، منها أنّ الله سبحانه كرّر في كلامه أنّ له عباداً سمّاهم المخلصين ، مصونين عن المعصية
[1] مرآة العقول ، المجلسي : ج 11 ص 308 . [2] ينظر عصمة الأنبياء في القرآن ، محاضرات السيّد كمال الحيدري ، بقلم : محمود نعمة الجياشي .
351
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 351