نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 348
متعلّقة بالأخلاق الفاضلة كالشجاعة والعفّة والعدالة ، ونواهٍ عقليّة تردع عن الأخلاق الرذيلة كالجُبن والتهوّر والظلم ، وكذا يتصوّر لها عقاب وثواب يسمّيان بالعقاب والثواب العقليّين كالمدح والذمّ . وبالجملة تتحقّق بذلك مرتبة من مراتب الذنب فوق المرتبة السابقة ، وهي مرتبة التخلّف عن الأحكام الخلقية والأوامر العقليّة المتعلّقة بها . ومن الواضح أنّ التوبة التي تترتّب على هذه المرتبة من الذنب ، إنّما هي بالتحلّي بالأخلاق الفاضلة والتخلّي والرجوع عن الأخلاق الرذيلة . المرتبة الثالثة : الأحكام الناشئة في ظرفي الحبّ والبغض ، فترى عينُ البغض - وخاصّة في حالة الغضب - عامّة الأعمال الحسنة سيّئة مذمومة ، ويرى المحبّ - إذا تاه في الغرام واستغرق في الوله - أدنى غفلة قلبيّة عن محبوبه ذنباً عظيماً ، وإن اهتمّ بعمل الجوارح بتمام أركانه . وليس إلاّ أنّه يرى أنّ قيمة أعماله في سبيل الحبّ على قدر توجّه نفسه وانجذاب قلبه إلى محبوبه ، فإذا انقطع عنه بغفلة قلبيّة ، فقد أعرض عن المحبوب وانقطع عن ذكره وأبطل طهارة قلبه بذلك . حتّى أنّ الاشتغال بضرورات الحياة من أكل وشرب ونحوهما ، يعدّ عنده من الجرم والعصيان ، نظراً إلى أنّ أصل الفعل - وإن كان من الضروري الذي يضطرّ إليه الإنسان - لكن كلّ واحد من هذه الأفعال الضروريّة ، من حيث أصله اختياريّ في نفسه ، والاشتغال به اشتغال بغير المحبوب وإعراض عنه اختياراً ، وهو الذنب . ولذلك نرى أهل الوله والغرام ، وكذا المحزون والكئيب ومن في عداد هؤلاء يستنكفون
348
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 348