responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 344


المختلطة ، ليُجعل كلّ جنس مع جنسه . وأمّا التقيّة فهي التقوى . وأمّا العزّة فهي الجاه .
والمراد بالتمييز هنا ، هو أن يفرّق التائب بين التقيّة الخالصة من الرياء ، وبين صورة التقيّة التي يُقصد بها العزّة والجاه بين الناس ، فإنّ كثيراً من المتّقين يتلبّس عليهم حالهم ، لأنّهم يفعلون التقيّة ونفوسهم تطلب بها الجاه والعزّة ، وهم يظنّون أنّهم أخلصوا العمل ، فمن لم يميّز بين التقيّة والعزّة لم يحصل له باطن حقيقة التوبة .
ثانياً : نسيان الجناية . فهو الاشتغال عن ذكر الذنب بصفاء الوقت مع الله تعالى ، وقد قال مشايخ الصوفيّة : ذكر الجفاء في وقت الصفاء جفاء ، فمن لم يشغله صفو وقته مع الله تعالى عن ذكر الذنوب لم يحصل له باطن حقيقة التوبة .
ثالثاً : التوبة من التوبة . فإنّ الاشتغال بالحقّ والتوجّه إليه بالكلّية والوفاء بعهد الفطرة ، ينفي تعلّق الخاطر بالغير وذكر الذنب ، وذلك يقتضي التوبة من التوبة الموقوفة على معرفة الذنب وذكره ، فإنّ التوكّل ينفي النظر إلى فعله وفعل ما سوى الحقّ ، والذنب والتوبة منه كلاهما من أفعاله ، فالتوبة من التوبة من أسرار التوبة » [1] .
وهذا المعنى هو المعبّر عنه : أنّه فنى عن نفسه وتاب عنها وبقي مع الله ; أي ليس هناك شيء يتوب عنه . فإذا علمنا أنّ الفناء عن الفناء هو أعلى مراحل الفناء ، فإنّ التوبة عن التوبة هي أعلى مراحل التوبة ،



[1] شرح التلمساني على منازل السائرين ، مصدر سابق : ص 64 ، و شرح القاساني على منازل السائرين ، مصدر سابق : ص 45 .

344

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 344
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست