نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 278
النحو الدقيق من الفناء الذي تقدّم بيانه . الخصوصيّة الثانية : وقد تقدّمت الإشارة إليها ، وهي أنّ السالك في هذا السفر الثاني نظراً لكون المبدأ والمنتهى فيه واحداً وهو الحقّ تعالى وأنّ الحقّ تعالى غير متناه ، فلازم كلّ ذلك أن يكون سيره غير متناه أيضاً . وحيث إنّ السفر فيه غير متناه فإنّ الزاد مهما عظم فيه فهو قليل وإنّ المقصد مهما حثّ السالك نحوه الخُطى فهو بعيد . ولعلّ أعظم من ترجم لنا ذلك السفر هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حيث يقول فيه : آه من قلّة الزاد ، وطول الطريق ، وبُعد السفر [1] . وهنا يقول جُملة من المحقّقين : إنّ آهات سيّد الموحّدين عليه السلام إنّما كانت للسفر الثاني ; لعلمه بأنّه سفر لا نهاية له ، وأنّ كلّ سالك يأخذ منه بحسبه وقدره . وحيث إنّ السير غير متناه في السفر الثاني وإنّ السالك يأخذ منه بحسب وعائه ، فإنّه سوف يكون الرجوع إلى هذا السفر مرّة أُخرى ممكناً فيما إذا انتقل إلى السفر الثالث أو الرابع . هذه خصوصيّة أُخرى ألحقناها بالخصوصية الثانية ، فالطريق يبقى مفتوحاً ومشرعاً أمام السالك للعودة مرّة أُخرى للاغتراف والتزوّد ما دام السفر فيه غير متناه . وهذا الأمر غير موجود بالنسبة للسفر الأوّل ، فإنّ السالك بعد أن غادر عالم الكثرة الحقيقية وعالم المادّة لن يعود إلى تلك الكثرة الحاجبة للوحدة مرّة أخرى . نعم هنا لك عودة أُخرى - كما سنعرف ذلك - ولكنّها عودة إلى الخلق وعالم الكثرة دون
[1] نهج البلاغة ، نسخة المعجم المفهرس : ص 156 ، الحكمة رقم 77 .
278
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 278