responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 276


الجواب عن ذلك هو أنّ السالك في خاتمة سفره الأوّل انتهى إلى معرفة إجماليّة عن الحقّ ، فلم يدخل عالم الأسماء والصفات والأفعال الإلهيّة بعد ، ولذا سوف تبدأ معرفة أخرى ومن نوع آخر .
بعبارة أخرى : إنّ السالك في جميع مراتب السفر الأوّل كانت معرفته بالحقّ تعالى محدودة بحدوده ومتناهية ، وكان ما يعرفه عن أسماء وصفات الله تعالى معرفة بعيدة عن مُعاينتها والتمظهر بها ، وهذا بخلاف المعرفة الأسمائيّة والصفاتيّة للحقّ في السفر الثاني ، فإنّ العبد السالك سوف يكون مظهراً لتلك الأسماء والصفات - كلّها أو جُلّها أو بعضها ، ذلك بحسب همّته - وهذا ما عنيناه بالمعرفة التفصيليّة .
وثَمّ إجابة أُخرى يمكن أن نستفيدها من كلمات السيد الخميني رحمه الله حيث يرى أنّ السالك في هذا السفر يسير من الحقّ المقيّد إلى الحقّ المطلق ، والحقّ المقيّد هو خاتمة الوصول في السفر الأوّل ، ومنه ينطلق في السفر الثاني إلى الحقّ المطلق .
ولعلّ مُراده من المقيّد والمطلق هو المتناهي وغير المتناهي ، فإنّ معرفة العبد بالله تعالى في جميع مراتب السفر الأوّل مقترنة بمحدودية العبد وتناهيه ; ولذلك لا يمكنه أن يصل إلى المعرفة اللا متناهية المرتبطة بالمعرَّف اللا متناهي .
بعبارة أُخرى : إنّ العبد ما دام في وجوده غير حقّاني - أي غير إلهي ; نظراً لبقاء تعلّقاته بعالم الدُّنيا - فإنّ غاية ما يمكنه الوصول إليه في سفره الأوّل هو المعرفة المتناهية المقيّدة لأنّه لم يصر بعدُ وجوداً حقّانياً لا متناهياً ، ولذا تبدأ عنده معرفة جديدة ومن نوع آخر وهو

276

نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق    جلد : 1  صفحه : 276
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست