نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 269
ممّا يجعله ينطق على لسانه بعلم منه أو بغير علم ، وهذا أمر واقع ، بل كثير الوقوع فضلاً عن إمكانه . فلا بدّ من وجود مُرشد يصحّح له الطريق ويُجنّبه الوقوع في المهالك ويساعده ويأخذ بيده ليتجاوز دهاليز النفس الخفيّة ، لا سيّما الأنانية القادحة في السلوك الصحيح ، ولذا يقول السيِّد الخميني رحمه الله : « . . . وعند ذلك لا يرى الأشياء أصلاً ، ويفنى عن ذاته وصفاته وأفعاله . وفي هذين السفرين لو بقي من الأنانية شيء ، يظهر له شيطانه الذي بين جنبيه بالربوبية ويصدر منه الشطح » [1] . ويعبّر السيِّد الخميني رحمه الله هنا عن السالك في هذين السفرين - الأوّل والثاني - من أنّه لم يعد يرى شيئاً ، لا أنّ الأشياء أصبحت معدومة حقيقة ، وإنّما بمعنى عدم الالتفات . وهذا ما تقدّم ذكره في معنى الفناء حيث استهلاك الأغيار في الوحدة ، وهذه هي وحدة الشهود لا وحدة الوجوة . وأمّا السرّ في بقاء بعض الأنانية عند السالك هذا فإنّه يكمن في كون رياضاته لم تكن كاملة ، وأنّ سلوكه لم يكن صحيحاً ، فبقي شيء من أنانيته دون أن يكون مُلتفتاً إليه ; فتصدر منه الشطحيات ، ولذا يقول رحمه الله : « والشطحيات كلّها من نقصان السالك والسلوك وبقاء الإنيّة والأنانيّة ولذلك بعقيدة أهل السلوك لا بدّ للسالك من معلّم ، يرشده إلى طريق السلوك ، عارفاً كيفيّاته ، غير مُعوجّ عن طريق الرياضات الشرعية » [2] .
[1] مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية ، مصدر سابق : ص 88 . [2] المصدر نفسه .
269
نام کتاب : العرفان الشيعي نویسنده : شيخ خليل رزق جلد : 1 صفحه : 269